responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 526


فإذا كان معنى الفتح ما وصفنا ، تبين أن معنى قوله : قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم إنما هو أتحدثونهم بما حكم الله به عليكم وقضاه فيكم ، ومن حكمه جل ثناؤه عليهم ما أخذ به ميثاقهم من الايمان بمحمد ( ص ) ، وبما جاء به في التوراة ، ومن قضائه فيهم أن جعل منهم القردة والخنازير ، وغير ذلك من أحكامه وقضائه فيهم ، وكل ذلك كان لرسول الله ( ص ) وللمؤمنين به حجة على المكذبين من اليهود المقرين بحكم التوراة وغير ذلك . فإن كان كذلك فالذي هو أولى عندي بتأويل الآية قول من قال :
معنى ذلك : أتحدثونهم بما فتح الله عليكم من بعث محمد ( ص ) إلى خلقه لان الله جل ثناؤه إنما قص في أول هذه الآية الخبر عن قولهم لرسول الله ( ص ) ولأصحابه : آمنا بما جاء به محمد ( ص ) فالذي هو أولى بآخرها أن يكون نظير الخبر عما ابتدئ به أولها . وإذا كان ذلك كذلك ، فالواجب أن يكون تلاومهم كان فيما بينهم فيما كانوا أظهروه لرسول الله ( ص ) ولأصحابه من قولهم لهم : آمنا بمحمد ( ص ) وبما جاء به ، وكان قيلهم ذلك من أجل أنهم يجدون ذلك في كتبهم وكانوا يخبرون أصحاب رسول الله ( ص ) بذلك ، فكان تلاومهم فيما بينهم إذا خلوا على ما كانوا يخبرونهم بما هو حجة للمسلمين عليهم عند ربهم . وذلك أنهم كانوا يخبرونهم عن وجود نعت محمد ( ص ) في كتبهم ويكفرون به ، وكان فتح الله الذي فتحه للمسلمين على اليهود وحكمه عليهم لهم في كتابهم أن يؤمنوا بمحمد ( ص ) إذا بعث ، فلما بعث كفروا به مع علمهم بنبوته .
وقوله : أفلا تعقلون خبر من الله تعالى ذكره عن اليهود اللائمين إخوانهم على ما أخبروا أصحاب رسول الله ( ص ) بما فتح الله لهم عليهم أنهم قالوا لهم : أفلا تفقهون أيها القوم وتعقلون أن إخباركم أصحاب النبي ( ص ) بما في كتبكم أنه نبي مبعوث حجة لهم عليكم عند ربكم يحتجون بها عليكم ؟ أي فلا تفعلوا ذلك ، ولا تقولوا لهم مثل ما قلتم ، ولا تخبروهم بمثل ما أخبرتموهم به من ذلك . فقال جل ثناؤه : أو لا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون . القول في تأويل قوله تعالى :
* ( أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون ) * يعني بقوله جل ثناؤه : أو لا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون أو لا يعلم هؤلاء اللائمون من اليهود إخوانهم من أهل ملتهم ، على كونهم إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا ، وعلى إخبارهم المؤمنين بما في كتبهم من نعت رسول الله ( ص ) ، ومبعثه ، القائلون

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 526
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست