responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 42


وكيف يجوز أن يكون هنالك اختلاف بين القوم والمعلم واحد والعلم واحد غير ذي أوجه ؟
وفي صحة الخبر عن الذين روي عنهم الاختلاف في حروف القرآن على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فإنهم اختلفوا وتحاكموا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في ذلك ، على ما تقدم وصفناه ، أبين الدلالة على فساد القول بأن الأحرف السبعة إنما هي أحرف سبعة متفرقة في سورة القرآن ، لا أنها لغات مختلفة في كلمة واحدة باتفاق المعاني . مع أن المتدبر إذا تدبر قول هذا القائل في تأويله قول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : " أنزل القرآن على سبعة أحرف " وادعائه أن معنى ذلك أنها سبع لغات متفرقة في جميع القرآن ، ثم جميع بين قيله ذلك واعتلاله لقيله ذلك بالاخبار التي رويت عمن روي ذلك عنه من الصحابة والتابعين أنه قال : " هو بمنزلة قولك تعال ، وهلم ، وأقبل " ، وأن بعضهم قال : " هو بمنزلة قراءة عبد الله : إلا زقية ، وهي في قرائتنا : إلا صيحة " ، وما أشبه ذلك من حججه ، علم أن حججه مفسدة في ذلك مقالته ، وأن مقالته فيه مضادة حججه ، لان الذي نزل به القرآن عنده إحدى القراءتين ، إما صحيحة وإما زقية ، وإما تعال ، ، أو أقبل ، أو هلم ، لا جميع ذلك ، لان كل لغة من اللغات السبع عنده في كلمة أو حرف من القرآن غير الكلمة أو الحرف الذي فيه اللغة الأخرى . وإذا كان ذلك كذلك بطل اعتلاله لقوله بقول من قال : " ذلك بمنزلة : هلم ، وتعال ، وأقبل " ، لان هذه الكلمات هي ألفاظ مختلفة يجمعها في التأويل معنى واحد . وقد أبطل قائل هذا القول الذي حكينا قوله اجتماع اللغات السبع في حرف واحد من القرآن ، فقد تبين بذلك إفساد حجته لقوله بقوله ، وإفساده قوله بحجته .
فقيل له : القول في ذلك بواحد من الوجهين اللذين وصفت ، بل الأحرف السبعة التي أنزل الله بها القرآن هن لغات سبع في حرف واحد ، وكلمة واحدة ، باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني ، كقول القائل : هلم ، وأقبل ، وتعال ، وإلي ، وقصدي ، ونحوي ، وقربي ، ونحو ذلك مما تختلف فيه الألفاظ بضروب من المنطق وتتفق فيه المعاني وإن اختلفت بالبيان به الألسن ، كالذي روينا آنفا عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وعمن روينا ذلك عنه من الصحابة ، أن ذلك بمنزلة قولك : هلم ، وتعال ، وأقبل ، وقوله : ما ينظرون إلا زقية ، وإلا صيحة .
فإن قال : ففي أي كتاب الله نجد حرفا واحدا مقروءا بلغات سبع مختلفات الألفاظ متفقات المعنى ، فنسلم لك صحة ما ادعيت من التأويل في ذلك ؟
قيل : إنا لم ندع أن ندع أن ذلك موجود اليوم ، وإنما أخبرنا أن معنى قول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : " أنزل

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست