responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 347


37 فتلقى آدم من ربه كلمات تاب عليه

38 قلنا اهبطوا منها جميعا

وذلك إلى أن تبدل الأرض غير الأرض . فإذ كان ذلك أولى التأويلات بالآية لما وصفنا ، فالواجب إذا أن يكون تأويل الآية : ولكن في الأرض منازل ومساكن ، تستقرون فيها استقراركم كان في السماوات ، وفي الجنات في منازلكم منها ، واستمتاع منكم بها وبما أخرجت لكم منها ، وبما جعلت لكم فيها من المعاش والرياش والزنى والملاذ ، وبما أعطيتكم على ظهرها أيام حياتكم ومن بعد وفاتكم لأرماسكم وأجداثكم [1] ، تدفنون فيها وتبلغون باستمتاعكم بها إلى أن أبدلكم بها غيرها . القول في تأويل قوله تعالى .
( فتلقى ادم من ربه كلمت فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ( 37 ) قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم منى هدى فنم تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( 38 ) ) قال أبو جعفر : أما تأويل قوله : ( فتلقى آدم ) فقيل إنه أخذ وقبل ، وأصله التفعل من اللقاء كما يتلقى الرجل الرجل يستقبله عند قدومه من غيبة أو سفر ، فكذلك ذلك في قوله :
( فتلقى ) كأنه استقبله فتلقاه بالقبول ، حين أوحى إليه ، أو أخبر به . فمعنى ذلك إذا :
فلقى الله آدم كلمات توبة فتلقاها آدم من ربه وأخذها عنه تائبا فتاب الله عليه بقيله إياها وقبوله إياها من ربه . كما :
648 - حدثني يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : ( فتلقى آدم من ربه كلمات ) الآية ، قال : لقاهما هذه الآية : ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) [2] .
وقد قرأ بعضهم : " فتلقى آدم من ربه كلمات " فجعل الكلمات هي المتلقية آدم . وذلك وإن كان من وجهة العربية جائزا إذ كان كل ما تلقاه فهو له متلق وما لقيه فقد لقيه ، فصار للمتكلم أن يوجه الفعل إلى أيهما شاء ويخرج من الفعل أيهما أحب ، فغير جائز عندي في القراءة إلا رفع " آدم " على أنه المتلقي الكلمات لاجماع الحجة من القراء وأهل التأويل من علماء السلف والخلف على توجيه التلقي إلى آدم دون الكلمات ، وغير جائز الاعتراض عليها فيما كانت عليه مجمعة بقول من يجوز عليه السهو والخطأ .
واختلف أهل التأويل في أعيان الكلمات التي تلقاها آدم من ربه ، فقال بعضهم بما :
649 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن عطية ، عن قيس ، عن ابن أبي ليلى ، عن



[1] الأرماس : جمع رمس ، وهو القبر . والأجداث : جمع جدث ، وهو أيضا بمعنى القبر .
[2] سورة الأعراف ، الآية : 23 .

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست