responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 336


عليها إن شاء الله تعالى وأصل ذلك كله ما وصفنا من وضع الشئ في غير موضعه . القول في تأويل قوله تعالى :
( فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتع إلى حين ( 36 ) ) .
قال أبو جعفر : اختلف القراء في قراءة ذلك فقرأته عامتهم : ( فأزلهما ) بتشديد اللام ، بمعنى استزلهما ، من قولك : زل الرجل ، في دينه : إذا هاف فيه وأخطأ فأتى ما ليس له إتيانه فيه ، وأزله غيره : إذا سبب له ما يزل من أجله في دينه أو دنياه . ولذلك أضاف الله تعالى ذكره إلى إبليس خروج آدم وزوجته من الجنة فقال : ( فأخرجهما ) يعني إبليس ( مما كانا فيه ) لأنه كان الذي سبب لهما الخطيئة التي عاقبهما الله عليها بإخراجهما من الجنة .
وقرأة آخرون : " فأزالهما " ، بمعنى إزالة الشئ عن الشئ ، وذلك تنحيته عنه .
وقد روي عن ابن عباس في تأويل قوله ( فأزلهما ) ما :
618 - حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج :
قال : قال ابن عباس في تأويل قوله تعالى : ( فأزلهما الشيطان ) قال : أغواهما .
وأولى القراءتين بالصواب قراءة من قرأ : ( فأزلهما ) لان الله جل ثناؤه قد أخبر في الحرف الذي يتلوه بأن إبليس أخرجهما مما كانا فيه ، وذلك هو معنى قوله فأزالهما ، فلا وجه إذ كان معنى الإزالة معنى التنحية والاخراج أن يقال : " فأزالهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه " ، فيكون كقوله : " فأزالهما الشيطان عنها فأزالهما مما كانتا فيه " ، ولكن المعنى المفهوم أن يقال : فاستزلهما إبليس عن طاعة الله ، كما قال جل ثناؤه :
( فأزلهما الشيطان ) وقرأت به القراء ، فأخرجهما باستزلاله إياهما من الجنة .
فإن قال لنا قائل : وكيف كان استزلال إبليس آدم وزوجته حتى أضيف إليه اخراجهما من الجنة ؟ قيل : قد قالت العلماء في ذلك أقوالا سنذكر بعضها . فحكي عن وهب بن منبه في ذلك ما :
619 - حدثنا به الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا عمر بن عبد الرحمن بن مهرب ، قال : سمعت وهب بن منبه يقول : لما أسكن الله آدم وذريته ، - أو زوجته ، الشك من أبي جعفر ، وهو في أصل كتابه : وذريته - ونهاه عن الشجرة ، وكانت

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 336
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست