responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 181


الأخرى على صحة ما قلنا وشهادتها بأن الواجب من القراءة ما اخترنا ، وأن الصواب من التأويل ما تأولنا من أن وعيد الله المنافقين في هذه الآية العذاب الأليم على الكذب الجامع معنى الشك والتكذيب ، وذلك قول الله تبارك وتعالى : * ( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون ) * والآية الأخرى في المجادلة :
* ( اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين ) * فأخبر جل ثناؤه أن المنافقين بقيلهم ما قالوا لرسول الله ( ص ) ، مع اعتقادهم فيه ما هم معتقدون ، كاذبون . ثم أخبر تعالى ذكره أن العذاب المهين لهم على ذلك من كذبهم . ولو كان الصحيح من القراءة على ما قرأه القارئون في سورة البقرة : ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون لكانت القراءة في السورة الأخرى : * ( والله يشهد إن المنافقين لمكذبون ) * ، ليكون الوعيد لهم الذي هو عقيب ذلك وعيدا على التكذيب ، لا على الكذب .
وفي إجماع المسلمين على أن الصواب من القراءة في قوله : والله يشهد إن المنافقين لكاذبون بمعنى الكذب ، وأن إيعاد الله تبارك وتعالى فيه المنافقين العذاب الأليم على ذلك من كذبهم ، أوضح الدلالة على أن الصحيح من القراءة في سورة البقرة : بما كانوا يكذبون بمعنى الكذب ، وأن الوعيد من الله تعالى ذكره للمنافقين فيها على الكذب حق ، لا على التكذيب الذي لم يجز له ذكر نظير الذي في سورة المنافقين سواء .
وقد زعم بعض نحويي البصرة أن ما من قول الله تبارك اسمه : بما كانوا يكذبون اسم للمصدر ، كما أن أن والفعل اسمان للمصدر في قولك : أحب أن تأتيني ، وأن المعنى إنما هو بكذبهم وتكذيبهم . قال : وأدخل كان ليخبر أنه كان فيما مضى ، كما يقال : ما أحسن ما كان عبد الله . فأنت تعجب من عبد الله لا من كونه ، وإنما وقع التعجب في اللفظ على كونه . وكان بعض نحويي الكوفة ينكر ذلك من قوله ويستخطئه ويقول : إنما ألغيت كان في التعجب لان الفعل قد تقدمها ، فكأنه قال : حسنا كان زيد ، وحسن كان زيد يبطل كان ، ويعمل مع الأسماء والصفات التي بألفاظ الأسماء إذا جاءت قبل كان ووقعت كان بينها وبين الأسماء .
وأما العلة في إبطالها إذا أبطلت في هذه الحال فشبه الصفات والأسماء بفعل ويفعل اللتين لا يظهر عمل كان فيهما ، ألا ترى أنك تقول : يقوم كان زيد ، ولا يظهر عمل كان

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست