responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 900


من ينظره كل يوم بكرة وعشيا ، ومنهم من ينظر كل جمعة مرة واحدة ، فيتمتعون بالنظر إلى وجهه الكريم ، وجماله الباهر ، الذي ليس كمثله شيء ، فإذا رأوه نسوا ما هم فيه من النعيم ، وحصل لهم من اللذة والسرور ، ما لا يمكن التعبير عنه ، ونضرت وجوههم ، فازدادوا جمالا إلى جمالهم ، فنسأل الله الكريم أن يجعلنا منهم . وقال في المؤثرين العاجلة على الآجلة : * ( وجوه يومئذ باسرة ) * ، أي : معبسة كدرة ، خاشعة ذليلة * ( تظن أن يفعل بها فاقرة ) * ، أي : عقوبة شديدة ، وعذاب أليم ، فلذلك تغيرت وجوههم وعبست . * ( كلا إذا بلغت التراقي * وقيل من راق * وظن أنه الفراق * والتفت الساق بالساق * إلى ربك يومئذ المساق * فلا صدق ولا صلى * ول كن كذب وتولى * ثم ذهب إلى أهله يتمطى * أولى لك فأولى * ثم أولى لك فأولى * أيحسب الإنسان أن يترك سدى * ألم يك نطفة من مني يمنى * ثم كان علقة فخلق فسوى * فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى * أليس ذلك بقادر على أن يحي ي الموتى ) * يعظ تعالى عباده ، بذكر المحتضر حال السياق ، وأنه إذا بلغت روحه التراقي ، وهي العظام المكتنفة لثغرة النحر . فحينئذ يشتد الكرب ، ويطلب كل وسيلة وسبب ، يظن أن يحصل به الشفاء والراحة . ولهذا قال : * ( وقيل من راق ) * ، أي : من يرقيه ، من الرقية ، لأنهم انقطعت آمالهم من الأسباب العادية ، فتعلقوا بالأسباب الإلهية . ولكن القضاء والقدر ، إذا حتم وجاء فلا مرد له . * ( وظن أنه الفراق ) * للدنيا . * ( والتفت الساق بالساق ) * ، أي : اجتمعت الشدائد ، والتفت ، وعظم الأمر وصعب الكرب ، وأريد أن تخرج الروح من البدن ، الذي ألفته ، ولم تزل معه ، فتساق إلى الله تعالى ، ليجازيها بأعمالها ويقررها بفعالها . فهذا الزجر الذي ذكره الله ، يسوق القلوب إلى ما فيه نجاتها ، ويزجرها عما فيه هلاكها . ولكن المعاند الذي لا تنفع فيه الآيات ، لا يزال مستمرا على غيه ، وكفره وعناده . * ( فلا صدق ) * ، أي : لا آمن بالله وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره . * ( ولا صلى ولكن كذب ) * بالحق في مقابلة التصديق * ( وتولى ) * عن الأمر والنهي ، هذا وهو مطمئن قلبه ، غير خائف من ربه . * ( ثم ذهب إلى أهله يتمطى ) * ، أي : ليس على باله شيء . ثم ذكر الإنسان بخلقه الأول ، فقال : * ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى ) * ، أي : مهملا ، لا يؤمر ولا ينهى ، ولا يثاب ولا يعاقب ؟ هذا حسبان باطل ، وظن بالله غير ما يليق بحكمته . * ( ألم يك نطفة من مني يمنى ثم كان ) * بعد المنى * ( علقة ) * أي : دما * ( فخلق ) * الله منها الحيوان * ( فسوى ) * أي : أتقنه وأحكمه . * ( فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى أليس ذلك ) * ، أي : الذي خلق الإنسان وطوره إلى هذه الأطوار المختلفة * ( بقادر على أن يحيي الموتى ) * ، بلى إنه على كل شيء قدير . تم تفسير سورة القيامة . سورة الإنسان * ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ) * ذكر الله في هذه السورة ، أول حال الإنسان ومنتهاها ومتوسطها . فذكر أنه مر عليه * ( حين من الدهر ) * طويل ، وهو الذي قبل وجوده ، وهو معدوم * ( لم يكن شيئا مذكورا ) * . ثم لما أراد خلقه خلق أباه آدم من طين ، ثم جعل نسله متسلسلا * ( من نطفة أمشاج ) * ، أي : ماء مهين مستقذر * ( نبتليه ) * بذلك ، لنعلم هل يرى حاله الأولى ، ويتفطن لها أم ينساها وتغره نفسه ؟ فأنشأه الله ، وخلق له القوى الظاهرة والباطنة ، كالسمع والبصر ، وسائر الأعضاء فأتمها له وجعلها سالمة ، يتمكن بها من تحصيل مقاصده . ثم أرسل إليه الرسل ، وأنزل عليه الكتب ، وهداه الطريق الموصلة

نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 900
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست