responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 864


نداء الجمعة ، وتحريم ذلك ، وما ذاك إلا أن يفوت الواجب ويشغل عنه . فدل ذلك على أن كل أمر ، وإن كان مباحا في الأصل ، إذا كان ينشأ عنه تفويت واجب ، فإنه لا يجوز في تلك الحال . ومنها : الأمر بحضور الخطبتين يوم الجمعة ، وذم من لم يحضرهما ، ومن لازم ذلك الإنصات لهما . ومنها : أنه ينبغي للعبد المقبل على عبادة الله ، وقت دواعي النفس لحضور اللهو والتجارات والشهوات أن يذكرها ، بما عند الله من الخيرات ، وما لمؤثر رضاه على هواه . تم تفسير سورة الجمعة ، بمنى الله وعونه والحمد لله رب العالمين سورة المنافقون * ( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون * اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون * ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون * وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون * وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون * سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الف سقين ) * لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، وكثر الإسلام فيها وعز ، صار أناس من أهلها ، من الأوس والخزرج ، يظهرون الإيمان ، ويبطنون الكفر ، ليبقى جاههم ، وتحقن دماؤهم ، وتسلم أموالهم . فذكر الله من أوصافهم ما به يعرفون ، لكي يحذرهم العباد ، ويكونوا منهم على بصيرة ، فقال : * ( إذا جاءك المنافقون قالوا ) * على وجه الكذب : * ( نشهد إنك لرسول الله ) * ، وهذه الشهادة من المنافقين على وجه الكذب والنفاق ، مع أنه لا حاجة لشهادتهم في تأييد رسوله . * ( والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ) * في قولهم ودعواهم ، وأن ذلك ليس بحقيقة منهم . * ( اتخذوا أيمانهم جنة ) * ، أي : ترسا يتترسون بها ، من نسبتهم إلى النفاق . * ( فصدوا عن سبيل الله ) * بأنفسهم ، وصدوا غيرهم ممن يخفى عليه حالهم . * ( إنهم ساء ما كانوا يعملون ) * حيث أظهروا الإيمان ، وأبطنوا الكفر ، وأقسموا على ذلك ، وأوهموا صدقهم . * ( ذلك ) * الذي زين لهم النفاق * ( ب ) * سبب * ( إنهم ) * لا يثبتون على الإيمان . بل * ( آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم ) * بحيث لا يدخلها الخير أبدا . * ( فهم لا يفقهون ) * ما ينفعهم ، ولا يعون ما يعود بمصالحهم . * ( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم ) * من روائها ، ونضارتها . * ( وإن يقولوا تسمع لقولهم ) * ، أي : من حسن منطقهم ، تستلذ لاستماعه . فأجسامهم وأقوالهم معجبة ، ولكن ليس وراء ذلك من الأخلاق الفاضلة ، والهدى الصالح ، شيء ، ولهذا قال : * ( كأنهم خشب مسندة ) * لا منفعة فيها ، ولا ينال منها إلا الضرر المحض . * ( يحسبون كل صيحة عليهم ) * وذلك لجبنهم وفزعهم ، وضعف قلوبهم وريبها ، يخافون أن يطلع عليها . فهؤلاء * ( هم العدو ) * على الحقيقة ، لأن العدو البارز المتميز ، أهون من العدو ، الذي لا يشعر به ، وهو مخادع ماكر ، يزعم أنه ولي ، وهو العدو المبين . * ( فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون ) * ، أي : كيف يصرفون عن الدين الإسلامي بعد ما تبينت أدلته ، واتضحت معالمه ، إلى الكفر الذي لا يفيدهم ، إلا الخسار والشقاء . * ( وإذا قيل لهم ) * ، أي : لهؤلاء المنافقين * ( تعالوا يستغفر لكم رسوله الله ) * عما صدر منكم ، لتحسن أحوالكم ، وتقبل أعمالكم ، امتنعوا من ذلك أشد الامتناع . * ( لووا رؤوسهم ) * امتناعا من طلب الدعاء من الرسول . * ( ورأيتهم يصدون ) * عن الحق ، بغضا له * ( وهم مستكبرون ) * عن اتباعه بغيا وعنادا . فهذه حالهم ، عندما يدعون إلى طلب الدعاء من الرسول ، وهذا من لطف الله وكرامته لرسوله ، حيث لم يأتوا إليه ، فيستغفر لهم . فإنه

نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 864
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست