responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 840


جاء أمر الله ) * ، أي : حتى جاءكم الموت ، وأنتم بتلك الحالة الذميمة . * ( وغركم بالله الغرور ) * وهو الشيطان ، الذي زين لكم الكفر والريب ، فاطمأننتم به ، ووثقتم بوعده ، وصدقتم خبره . * ( فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا ) * ، ولو افتديتم بملء الأرض ذهبا ، ومثله معه ، لما تقبل منكم . * ( مأواكم النار ) * ، أي : مستقركم * ( هي مولاكم ) * التي تتولاكم ، وتضمكم إليها * ( وبئس المصير ) * النار . قال تعالى : * ( وأما من خفت موازينه * فأمه هاوية * وما أدراك ماهية * نار حامية ) * . * ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون * اعلموا أن الله يحي ي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون ) * لما ذكر حال المؤمنين والمؤمنات ، والمنافقين والمنافقات في الدار الآخرة ، كان ذلك مما يدعو القلوب إلى الخشوع لربها ، والاستكانة لعظمته ، فعاتب الله المؤمنين على عدم ذلك ، فقال : * ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ) * . أي : ألم يأت الوقت الذي به تلين قلوبهم ، وتخشع لذكر الله ، الذي هو القرآن ، وتنقاد لأوامره وزواجره ، وما نزل من الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ؟ وهذا فيه الحث على الاجتهاد ، على خشوع القلب لله تعالى ، ولما أنزله من الكتاب والحكمة ، وأن يتذكر المؤمنون المواعظ الإلهية ، والأحكام الشرعية ، كل وقت ، ويحاسبوا أنفسهم على ذلك . * ( ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد ) * ، أي : ولا يكونوا كالذين أنزل الله عليهم الكتاب الموجب لخشوع القلب ، والانقياد التام ، ثم لم يدوموا عليه ، ولم يثبتوا ، بل طال عليهم الزمان ، واستمرت بهم الغفلة ، فاضمحل إيمانهم ، وزال إيقانهم . * ( فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ) * فالقلوب تحتاج في كل وقت إلى أن تذكر بما أنزل الله ، وتناطق بالحكمة ، ولا ينبغي الغفلة عن ذلك ، فإنه سبب لقسوة القلب ، وجمود العين . * ( اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها ، قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون ) * فإن الآيات تدل العقول على المطالب الإلهية ، والذي أحيا الأرض بعد موتها ، قادر على أن يحيي الأموات بعد موتهم ، فيجازيهم بأعمالهم ، والذي أحيا الأرض بعد موتها بماء المطر ، قادر على أن يحيي القلوب الميتة بما أنزله من الحق على رسوله . وهذه الآية تدل على أنه لا عقل لمن لم يهتد بآيات الله ، ولم ينقد لشرائع الله . * ( إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم * والذين آمنوا بالله ورسله أول ئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا بآياتنآ أول ئك أصحاب الجحيم ) * * ( إن المصدقين والمصدقات ) * بالتشديد ، أي : الذين أكثروا من الصدقات والنفقات المرضية . * ( وأقرضوا الله قرضا حسنا ) * بأن قدموا من أموالهم في طرق الخيرات ، ما يكون ذخرا لهم عند ربهم * ( يضاعف لهم ) * الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، إلى أضعاف كثيرة . * ( ولهم أجر كريم ) * وهو ما أعده الله لهم في الجنة ، مما لا تعلمه النفوس . * ( والذين آمنوا بالله ورسله ) * ، والإيمان عند أهل السنة ما دل عليه الكتاب والسنة ، وهو قول القلب واللسان ، وعمل القلب واللسان والجوارح . فيشمل ذلك جميع شرائع الدين الظاهرة والباطنة . فالذين جمعوا هذه الأمور هم الصديقون ، أي : الذين مرتبتهم فوق مرتبة عموم المؤمنين ، ودون مرتبة الأنبياء . وقوله : * ( والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم ) * كما ورد في الحديث الصحيح : ( إن في الجنة مائة درجة ، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض ، أعدها الله للمجاهدين في سبيله ) . وهذا يقتضي شدة علوها ورفعتهم ، وقربهم من الله تعالى . * ( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم ) * فهذه الآيات جمعت أصناف الخلق : المتصدقين ، والصديقين والشهداء ، وأصحاب الجحيم . فالمتصدقون هم الذين جل عملهم الإحسان إلى الخلق ، وبذل النفع لهم بغاية ما يمكنهم خصوصا

نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 840
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست