responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 834


من العيون والأنهار السارحة ، والمياه المتدفقة . * ( وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة ) * ، أي : ليست بمنزلة فاكهة الدنيا تنقطع في وقت من الأوقات ، وتكون ممتنعة ، أي : متعسرة على مبتغيها ، بل هي على الدوام موجودة ، وجناها قريب يتناوله العبد على أي حال يكون . * ( وفرش مرفوعة ) * ، أي : مرفوعة فوق الأسرة ، ارتفاعا عظيما ، وتلك الفرش من الحرير والذهب واللؤلؤ ، وما لا يعلمه إلا الله . * ( إنا أنشأناهن إنشاء ) * ، أي : إنا أنشأنا نساء أهل الجنة ، نشأة غير النشأة التي كانت في الدنيا ، نشأة كاملة لا تقبل الفناء . * ( فجعلناهن أبكارا ) * صغارهن وكبارهن . وعموم ذلك يشمل الحور العين ، ونساء أهل الدنيا ، وأن هذا الوصف وهو البكارة ملازم لهن في جميع الأحوال ، كما أن كونهن * ( عربا أترابا ) * ملازم لهن في كل حال . والعروب : هي المرأة المتحببة إلى بعلها ، وحسن هيئتها ودلالها ، وجمالها ومحبتها ، فهي التي إن تكلمت سبت العقول ، وود السامع أن كلامها لا ينقضي ، خصوصا عند غنائهن بتلك الأصوات الرخيمة ، والنغمات المطربة ، وإن نظر إلى أدبها وسمتها ودلها ملأت قلب بعلها فرحا وسرورا ، وإن انتقلت من محل إلى آخر ، امتلأ ذلك الموضع منها ريحا طيبا ونورا . ويدخل في ذلك ، الغنجة عند الجماع . والأتراب اللاتي على سن واحدة ، ثلاث وثلاثين سنة ، التي هي غاية ما يتمنى أكمل سن الشباب . فنساؤهم عرب أتراب ، متفقات مؤتلفات ، راضيات مرضيات ، لا يحزن ولا يحزن ، بل هن أفراح النفوس ، وقرة العيون ، وجلاء الأبصار . * ( لأصحاب اليمين ) * ، أي : معدات لهم مهيئات . * ( ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ) * ، أي : هذا القسم ، وهم أصحاب اليمين ، عدد كثير من الأولين ، وعدد كثير من الآخرين . * ( وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال * في سموم وحميم * وظل من يحموم * لا بارد ولا كريم * إنهم كانوا قبل ذلك مترفين * وكانوا يصرون على الحنث العظيم * وكانوا يقولون أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون * أو آباؤنا الأولون ) * المراد بأصحاب الشمال ، هم أصحاب النار ، والأعمال المشئومة . فذكر الله لهم من العقاب ، ما هم حقيقون به ، فأخبر أنهم * ( في سموم ) * ، أي : ريح حارة من حر نار جهنم ، تأخذ بأنفاسهم ، وتقلقهم أشد القلق . * ( وحميم ) * ، أي : ماء حار يقطع أمعاءهم . * ( وظل من يحموم ) * ، أي : لهب نار ، يختلط بدخان . * ( لا بارد ولا كريم ) * ، أي : لا برد فيه ولا كرم . والمقصود : أن هناك الهم والغم ، والحزن والشر الذي لا خير فيه ، لأن نفي الضد إثبات لضده . ثم ذكر أعمالهم التي أوصلتهم إلى هذا الجزاء ، فقال : * ( إنهم كانوا قبل ذلك مترفين ) * ، أي : قد ألهتهم دنياهم ، وعملوا لها ، وتنعموا ، وتمتعوا بها ، فألهاهم الأمل عن إحسان العمل ، فهذا هو الترف الذي ذمهم الله عليه . * ( وكانوا يصرون على الحنث العظيم ) * ، أي : وكانوا يفعلون الذنوب الكبار ، ولا يتوبون منها ، ولا يندمون عليها ، بل يصرون على ما يسخط مولاهم ، فقدموا عليه بأوزار كثيرة ، غير مغفورة . وكانوا ينكرون البعث ، فيقولون استبعادا لوقوعه : * ( أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أءنا لمبعوثون أو آباؤنا الأولون ) * ، أي : كيف نبعث بعد موتنا وقد بلينا ، فكنا ترابا وعظاما ؟ هذا من المحال ، قال تعالى في جوابهم : * ( قل إن الأولين ) * ، إلى : * ( يوم معلوم ) * . * ( قل إن الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم ) * أي : قل إن متقدم الخلق ومتأخرهم ، الجميع سيبعثهم الله ويجمعهم لميقات يوم معلوم ، قدره الله لعباده ، حين تنقضي الخليقة ، ويريد الله جزاءهم على أعمالهم التي عملوها في دار التكليف . * ( ثم إنكم أيها الضآلون المكذبون * لآكلون من شجر من زقوم * فمالئون منها البطون * فشاربون عليه من الحميم * فشاربون شرب الهيم * ه ذا نزلهم يوم الدين * نحن خلقناكم فلولا تصدقون ) * * ( ثم إنكم أيها الضالون ) * عن طريق الهدى ، التابعون لطريق الردى . * ( المكذبون ) * بالرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الحق والوعد والوعيد ، * ( لآكلون من شجرة من زقوم ) * وهو أقبح الأشجار ، وأخسها ، وأنتنها ريحا ، وأبشعها منظرا ، * ( فمالئون منها البطون ) * . والذي أوجب لهم أكلها مع ما هي عليه من الشناعة الجوع المفرط ، الذي يلتهب في أكبادهم وتكاد تتقطع منه أفئدتهم . هذا الطعام ، هو الذي يدفعون به الجوع ، وهو لا يسمن ولا يغني من جوع . وأما شرابهم ، فهو بئس الشراب ، وهو أنهم يشربون على هذا الطعام من الماء الحميم الذي يغلي في البطون * ( شرب الهيم ) * ، وهي الإبل العطاش ، التي قد اشتد عطشها ، أو أن الهيم : داء يصيب الإبل ، لا تروى معه من شراب الماء . * ( هذا ) * الطعام والشراب * ( نزلهم ) * ، أي : ضيافتهم * ( يوم الدين ) * وهي

نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 834
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست