responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 815


ونجاهم من المرهوب لما فعلوا ما أحبه ، وجانبوا ما يسخطه . * ( كلوا واشربوا ) * ، أي : مما تشتهيه أنفسكم ، من أصناف المآكل والمشارب اللذيذة . * ( هنيئا ) * ، أي : متهنئين بذلك على وجه البهجة والفرح ، والسرور والحبور . * ( بما كنتم تعملون ) * ، أي : نلتم ما نلتم بسبب أعمالكم الحسنة ، وأقوالكم المستحسنة . * ( متكئين على سرر مصفوفة ) * الاتكاء هو : الجلوس على وجه التمكن والراحة والاستقرار ، والسرر هي : الأرائك المزينة بأنواع الزينة من اللباس الفاخر والفرش الزاهية . ووصف الله السرر بأنها مصفوفة ليدل ذلك على كثرتها ، وحسن تنظيمها ، واجتماع أهلها وسرورهم ، بحسن معاشرتهم ، وملاطفة بعضهم بعضا . فلما اجتمع لهم من نعيم القلب والروح والبدن ما لا يخطر بالبال ، ولا يدور في الخيال من المآكل والمشارب اللذيذة ، والمجالس الحسنة الأنيقة ، لم يبق إلا التمتع بالنساء اللاتي لم يتم سرور إلا بهن . فذكر تعالى أن لهم من الأزواج ، أكمل النساء أوصافا وخلقا وأخلاقا ، ولهذا قال : * ( وزوجناهم بحور عين ) * وهن النساء اللواتي قد جمعن جمال الصور الظاهرة وبهاءها ، ومن الأخلاق الفاضلة ، ما يوجب أن يحيرن بحسنهن الناظرين ، ويسلبن عقول العالمين ، وتكاد الأفئدة أن تطير شوقا إليهن ، ورغبة في وصالهن ، والعين : حسان الأعين مليحاتها ، التي صفا بياضها وسوادها . * ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ومآ ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين * وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون * يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم * ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون * وأقبل بعضهم على بعض يتسآءلون * قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين * فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم * إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم ) * وهذا من تمام نعيم الجنة ، أن ألحق الله بهم ذريتهم ، الذين اتبعوهم بإيمان ، أي : لحقوهم بالإيمان الصادر من آبائهم ، فصارت الذرية تبعا لهم بالإيمان ، ومن باب أولى إذا تبعتهم ذريتهم بإيمانهم الصادر منهم أنفسهم . فهؤلاء المذكورون ، يلحقهم الله بمنازل آبائهم في الجنة ، وإن لم يبلغوها ، جزاء لآبائهم ، وزيادة في ثوابهم . ومع ذلك ، لا ينقص الله الآباء من أعمالهم شيئا . ولما كان ربما توهم متوهم أن أهل النار كذلك ، يلحق الله بهم ذريتهم ، أخبر أنه ليس حكم الدارين حكما واحدا ، فإن النار دار العدل ، ومن عدله تعالى أن لا يعذب أحدا إلا بذنب ، ولهذا قال : * ( كل امرئ بما كسب رهين ) * ، أي : مرتهن بعمله ، فلا تزر وازرة وزر أخرى ، ولا يحمل على أحد ذنب أحد . فهذا اعتراض من فوائده إزالة هذا الوهم المذكور . وقوله : * ( وأمددناهم ) * ، أي : أمددنا أهل الجنة من فضلنا الواسع ، ورزقنا العميم * ( بفاكهة ) * من العنب والرمان والتفاح ، وأصناف الفواكه اللذيذة الزائدة على ما به يتقوتون . * ( ولحم مما يشتهون ) * من كل ما طلبوه واشتهته أنفسهم ، من لحوم الطير وغيرها . * ( يتنازعون فيها كأسا ) * ، أي : تدور كاسات الرحيق والخمر عليهم ، ويتعاطونها فيما بينهم ، وتطوف عليهم الولدان المخلدون بأكواب وأباريق . * ( لا لغو فيها ولا تأثيم ) * ، أي : ليس في الجنة كلام لغو ، وهو الذي لا فائدة فيه ، ولا تأثيم وهو : الذي فيه إثم ومعصية ، وإذا انتقى الأمران ، ثبت الأمر الثالث ، وهو أن كلامهم فيها ، سلام طيب طاهر ، مسر للنفوس ، مفرح للقلوب ، يتعاشرون أحسن عشرة ، ويتنادمون أطيب المنادمة ، ولا يسمعون من ربهم ، إلا ما يقر أعينهم ، ويدل على رضاه عنهم ومحبته لهم . * ( ويطوف عليهم غلمان لهم ) * ، أي : خدم شباب * ( كأنهم لؤلؤ مكنون ) * من حسنهم وبهائهم ، يدورون عليهم بالخدمة ، وقضاء أشغالهم ، وهذا يدل على كثرة نعيمهم وسعته ، وكمال راحتهم . * ( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ) * عن أمور الدنيا وأحوالها . * ( قالوا ) * في ذكر بيان الذي أوصلهم إلى ما هم فيه من الحبرة والسرور . * ( إنا كنا قبل ) * ، أي : في دار الدنيا * ( في أهلنا مشفقين ) * ، أي : خائفين وجلين ، فتركنا من خوفه الذنوب ، وأصلحنا لذلك العيوب . * ( فمن الله علينا ) * بالهداية والتوفيق ، * ( ووقانا عذاب السموم ) * ، أي : العذاب الحار الشديد حره . * ( إنا كنا من قبل ندعوه ) * أن يقينا عذاب السموم ، ويوصلنا إلى النعيم ، وهذا شامل لدعاء العبادة ، ودعاء المسألة ، أي : لم نزل نتقرب إليه بأنواع العبادات ، وندعوه في سائر الأوقات . * ( إنه هو البر الرحيم ) * ، فمن بره ورحمته إيانا أن أنالنا رضاه والجنة ، ووقانا سخطه والنار . * ( فذكر فمآ أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون * أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون * قل تربصوا فإني معكم من المتربصين * أم تأمرهم أحلامهم به ذآ أم هم قوم طاغون * أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون * فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين * أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون * أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون

نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 815
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست