responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 783


وعمرناهم عمرا ، يتذكر فيه من تذكر ، ويتعظ فيه المهتدي ، أي : ولقد مكنا عادا ، كما مكناكم يا هؤلاء المخاطبون ، أي : فلا تحسبوا أن ما مكناكم فيه مختص بكم ، وأنه سيدفع عنكم من عذاب الله شيئا ، بل غيركم أعظم منكم تمكينا ، فلم تغن عنهم أموالهم ولا أولادهم ، ولا جنودهم من الله شيئا . * ( وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة ) * ، أي : لا قصور في أسماعهم ، ولا أبصارهم ، ولا أذهانهم ، حتى يقال : إنهم تركوا الحق جهلا منهم ، وعدم تمكن من العلم به ، ولا خلل في عقولهم ، ولكن التوفيق بيد الله . * ( فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء ) * لا قليل ولا كثير . * ( إذ كانوا يجحدون بآيات الله ) * الدالة على توحيده وإفراده بالعبادة . * ( وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ) * ، أي : نزل بهم العذاب ، الذي يكذبون بوقوعه ، ويستهزئون بالرسل الذين حذروهم منه . * ( ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة بل ضلوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون ) * يحذر تعالى مشركي العرب وغيرهم ، بإهلاك الأمم المكذبين ، الذين هم حول ديارهم ، بل كثير منهم في جزيرة العرب ، كعاد وثمود ونحوهم ، وأن الله تعالى صرف لهم الآيات ، أي : نوعها من كل وجه . * ( لعلهم يرجعون ) * عما هم عليه من الكفر والتكذيب . فلما لم يؤمنوا أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر ، ولم تنفعهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء ، ولهذا قال هنا : * ( فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة ) * ، أي : يتقربون إليهم ، ويتألهونهم لرجاء نفعهم . * ( وذلك إفكهم وما كانوا يفترون ) * من الكذب ، الذي يمنون به أنفسهم ، حيث يزعمون أنهم على الحق ، وأن أعمالهم ستنفعهم ، فضلت وبطلت . * ( وإذ صرفنآ إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين * قالوا يقومنآ إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم * يقومنآ أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم * ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أول ئك في ضلال مبين ) * كان الله تعالى قد أرسل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الخلق ، إنسهم وجنهم ، وكان لا بد من إبلاغ الجميع لدعوة النبوة والرسالة . فالإنس يمكنه ، عليه الصلاة والسلام ، دعوتهم وإنذارهم ، وأما الجن ، فصرفهم الله إليه بقدرته ، وأرسل إليه * ( نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا ) * ، وصى بعضهم بعضا بذلك . * ( فلما قضى ) * وقد وعوه ، وأثر ذلك فيهم * ( ولوا إلى قومهم منذرين ) * نصحا منهم لهم ، وإقامة للحجة عليهم ، وقيضهم الله ، معونة لرسوله صلى الله عليه وسلم في نشر دعوته في الجن . * ( قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى ) * لأن كتاب موسى أصل للإنجيل ، وعمدة لبني إسرائيل في أحكام الشرع ، وإنما الإنجيل متمم ومكمل ومغير لبعض الأحكام . * ( مصدقا لما بين يديه يهدي ) * ، هذا الكتاب الذي سمعناه * ( إلى الحق ) * وهو : الصواب في كل مطلوب وخبر * ( وإلى طريق مستقيم ) * موصل إلى الله ، وإلى جنته ، من العلم بالله ، وبأحكامه الدينية ، وأحكام الجزاء . فلما مدحوا القرآن وبينوا محله ومرتبته ، دعوهم إلى الإيمان به ، فقالوا : * ( يا قومنا أجيبوا داعي الله ) * ، أي : الذي لا يدعو إلا إلى ربه ، لا يدعوكم إلى غرض من أغراضه ، ولا هوى ، وإنما يدعوكم إلى ربكم ، ليثيبكم ، ويزيل عنكم كل شر ومكروه ، ولهذا قالوا : * ( وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم ) * ، وإذا أجارهم من العذاب الأليم ، فما ثم بعد ذلك إلا النعيم ، فهذا جزاء من أجاب داعي الله . * ( ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض ) * فإن الله على كل شيء قدير ، فلا يفوته هارب ، ولا يغالبه مغالب . * ( وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين ) * ، وأي ضلال أبلغ من ضلال من نادته الرسل ، ووصلت إليه النذر بالآيات البينات ، والحجج المتواترات ، فأعرض واستكبر ؟ * ( أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحي ي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير ) * هذا استدلال منه تعالى على الإعادة بعد الموت ، بما هو أبلغ منها ، وهو : أنه الذي خلق السماوات والأرض ، على عظمهما وسعتهما ، وإتقان خلقهما ، من دون أن يكترث بذلك ، ولم يعي بخلقهن . فكيف تعجزه إعادتكم بعد موتكم ، وهو على كل شيء قدير ؟ * ( ويوم يعرض الذين كفروا على النار أليس ه ذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون * فاصبر كما صبر أولوا العزم

نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 783
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست