responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 771


لجلاله ، ويفتقرون لكماله . * ( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن ، وإن من شيء إلا يسبح بحمد ) * * ( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها ) * . فهو تعالى المألوه المعبود ، الذي يألهه الخلائق كلهم ، طائعين مختارين ، وكارهين . وهذه كقوله تعالى : * ( وهو الله في السماوات وفي الأرض ) * أي : ألوهيته ومحبته فيهما . وأما هو فإنه فوق عرشه ، بائن من خلقه ، متوحد بجلاله ، متمجد بكماله . * ( وهو الحكيم ) * الذي أحكم ما خلقه ، وأتقن ما شرعه . فما خلق شيئا إلا لحكمة ، وحكمه القدري ، والشرعي ، والجزائي مشتمل على الحكمة . * ( العليم ) * بكل شيء يعلم السر وأخفي ، لا يعزب عنه مثقال ذرة في العالم العلوي والسفلي ، ولا أصغر منها ، ولا أكبر . * ( وتبارك الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما ) * تبارك بمعنى تعالى وتعاصم ، وكثر خيره ، واتسعت صفاته ، وعظم ملكه . ولهذا ذكر سعة ملكه للسموات والأرض وما بينهما ، وسعة علمه ، وأنه بكل شيء عليم . حتى إنه تعالى ، انفرد بعلم الغيوب ، التي لم يطلع عليها أحد من الخلق لا نبي مرسل ، ولا ملك مقرب ولهذا قال : * ( وعنده علم الساعة ) * قدم الظرف ، ليفيد الحصر ، أي : لا يعلم متى تجيء الساعة إلا هو . ومن تمام ملكه وسعته ، أنه مالك الدنيا والآخرة ، ولهذا قال : * ( وإليه ترجعون ) * أي : في الآخرة فيحكم بينكم بحكمه العدل . ومن تمام ملكه ، أنه لا يملك أحد من خلقه من الأمر شيئا ، ولا يقدم على الشفاعة عنده أحد ، إلا بإذنه . * ( ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة ) * أي : كل من دعي من دون الله ، من الأنبياء والملائكة وغيرهم ، لا يملكون الشفاعة ، ولا يشفعون إلا بإذن الله ، ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ، ولهذا قال : * ( إلا من شهد بالحق ) * أي : نطق بلسانه ، مقرا بقلبه ، عالما بما يشهد به ، ويشترط أن تكون شهادته بالحق ، وهي الشهادة لله تعالى بالوحدانية ، ولرسله بالنبوة والرسالة ، وصحة ما جاءوا به ، من أصول الدين ، وفروعه ، وحقائقه وشرائعه . فهؤلاء الذين تنفع فيهم شفاعة الشافعين ، وهؤلاء الناجون من عقاب الله ، الحائزون لثوابه . ثم قال تعالى : * ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ) * أي : ولئن سألت المشركين عن توحيد الربوبية ، ومن هو الخالق ، لأقروا أنه الله وحده لا شريك له . * ( فأنى يؤفكون ) * أي : فكيف يصرفون عن عبادة الله ، والإخلاص له وحده ؟ فإقرارهم بتوحيد الربوبية ، يلزمهم به الإقرار بتوحيد الألوهية ، وهو من أكبر الأدلة على بطلان الشرك . * ( وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون ) * هذا معطوف على قوله : * ( وعنده علم الساعة ) * أي : وعنده علم قيله ، أي : الرسول صلى الله عليه وسلم ، شاكيا لربه تكذيب قومه ، متحزنا على ذلك ، متحسرا على عدم إيمانهم . فالله تعالى عالم بهذه الحال ، قادر على معاجلتهم بالعقوبة . ولكنه تعالى ، حليم يمهل العباد ، ويستأني بهم ، لعلهم يتوبون ، ويرجعون ولهذا قال : * ( فاصفح عنهم وقل سلام ) * أي : اصفح عنهم ، ما يأتيك من أذيتهم القولية والفعلية ، واعف عنهم ، ولا يبدر منك لهم إلا السلام الذي يقابل به أولو الألباب والبصائر الجاهلين . ما قال تعالى عن عباده الصالحين : * ( وإذا خاطبهم الجاهلون ) * أي : خطابا بمقتضى جهلهم * ( قالوا سلاما ) * . فامتثل صلى الله عليه وسلم ، لأمر ربه ، وتلقى ما يصدر إليه من قومه وغيرهم من الأذى ، بالعفو والصفح ، ولم يقابلهم ، عليه السلام ، إلا بالإحسان إليهم والخطاب الجميل . فصلوات الله وسلامه ، على من خصه الله بالخلق العظيم ، الذي فضل به أهل الأرض والسماء ، وارتفع به أعلى من كواكب الجوزاء . وقوله : * ( فسوف يعلمون ) * أي : غب ذنوبهم ، وعاقبة جرمهم . سورة الدخان * ( حم * والكتاب المبين * إنآ أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين * فيها يفرق كل أمر حكيم * أمرا من عندنآ إنا كنا مرسلين * رحمة من ربك إنه هو السميع العليم * رب السماوات والأرض وما بينهمآ إن كنتم موقنين * لا إل ه إلا هو يحي ي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين * بل هم في شك يلعبون * فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين * يغشى الناس ه ذا عذاب أليم * ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون * أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين * ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون * إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عآئدون * يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون ) * هذا قسم بالقرآن على القرآن ، فأقسم بالكتاب المبين لكل ما يحتاج إلى بيانه أنه أنزله * ( في ليلة مباركة ) * ، أي : كثيرة الخير والبركة ، وهي ليلة القدر ، التي هي خير من ألف شهر ، فأنزل أفضل الكلام بأفضل الليالي والأيام ، على أفضل الأنام ، بلغة العرب الكرام ، لينذر به قوما ، عمتهم الجهالة ، وغلبت عليهم الشقاوة ، فيستضيئوا بنوره ويقتبسوا من هداه ، ويسيروا وراءه ، فيحصل لهم الخير الدنيوي ، والخير الأخروي ، ولهذا قال : * ( إنا كنا منذرين فيها ) * ، أي : في تلك الليلة الفاضلة التي نزل فيها القرآن * ( يفرق كل أمر حكيم ) * ، أي : يفصل ويميز ، ويكتب كل أمر قدري وشرعي ، حكم الله به . وهذه الكتابة والفرقان ،

نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 771
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست