responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 768


فرعون ، يزين لهم الشرك والشر . * ( فلما آسفونا ) * أي : أغضبونا بأفعالهم * ( انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين ) * ليعتبر بهم المعتبرون ويتعظ بأحوالهم المتعظون . * ( ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون * وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون * إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل * ولو نشآء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون * وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون ه ذا صراط مستقيم * ولا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين * ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه فاتقوا الله وأطيعون * إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه ه ذا صراط مستقيم * فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم ) * يقول تعالى : * ( ولما ضرب ابن مريم مثلا ) * أي : نهي عن عبادته ، وجعلت عبادته بمنزلة عبادة الأصنام والأنداد . * ( إذا قومك ) * المكذبون لك * ( منه ) * أي : من أجل هذا المثل المضروب . * ( يصدون ) * أي : يلجون في خصومتهم لك ، ويصيحون ، ويزعمون أنهم قد غلبوا في حجتهم ، وأفلحوا . * ( وقالوا أآلهتنا خير أم هو ) * يعني : عيسى ، حيث نهى عن عبادة الجميع ، وشورك بينهم بالوعيد على من عبدهم ، ونزل أيضا قوله تعالى : * ( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ) * . ووجه حجتهم الظالمة ، أنهم قالوا : قد تقرر عندنا وعندك يا محمد ، أن عيسى من عباد الله المقربين ، الذين لهم العاقبة الحسنة ، فلم سويت بينه وبين معبوداتنا ، في النهي عن عبادة الجميع ؟ فلولا أن حجتك باطلة لم تتناقض . ولو قلت : * ( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ) * . وهذا اللفظ بزعمهم ، يعم الأصنام ، وعيسى ، فهل هذا إلا تناقض ؟ وتناقض الحجة ، دليل على بطلانها . هذا أقصى ما يقرون به هذه الشبهة ، التي فرحوا بها ، واستبشروا ، وجعلوا يصدون ويتباشرون . وهي ولله الحمد من أضعف الشبه وأبطلها ، فإن تسوية الله بين النهي عن عبادة المسيح ، وبين النهي عن عبادة الأصنام ، لأن العبادة ، حق لله تعالى ، لا يستحقها أحد من الخلق ، لا الملائكة المقربون ، ولا الأنبياء المرسلون ، ولا من سواهم من الخلق . فأي شبهة ، في تسوية النهي عن عبادة عيسى وغيره ؟ وليس في تفضيل عيسى عليه السلام ، وكونه مقربا عند ربه ما يدل على الفرق بينه وبينها ، في هذا الموضع . وإنما هو كما قال تعالى : * ( إن هو إلا عبد أنعمنا عليه ) * بالنبوة والحكمة والعلم والعمل * ( وجعلناه مثلا لبني إسرائيل ) * يعرفون به قدرة الله تعالى على إيجاده من دون أب . وأما قوله تعالى : * ( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ) * فالجواب عنها من ثلاثة أوجه : أحدها : أن قوله : * ( إنكم وما تعبدون من دون الله ) * أن ( ما ) اسم لما لا يعقل ، لا يدخل في المسيح ونحوه . الثاني : أن الخطاب للمشركين ، الذين بمكة وما حولها ، وهم إنما يعبدون أصناما وأوثانا . الثالث : أن الله قال بعد هذه الآية : * ( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ) * . فلا شك أن عيسى وغيره من الأنبياء والأولياء ، داخلون في هذه الآية . ثم قال تعالى : * ( ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون ) * أي : لجعلنا بدلكم ملائكة يخلفونكم في الأرض ، ويكونون في الأرض حتى نرسل إليهم ملائكة من جنسهم . وأما أنتم يا معشر البشر ، فلا تطيقون أن ترسل إليكم الملائكة . فمن رحمة الله بكم ، أن أرسل إليكم رسلا من جنسكم ، تتمكنون من الأخذ عنهم . * ( وإنه لعلم للساعة ) * أي : وإن عيسى عليه السلام ، لدليل على الساعة ، وأن القادر على إيجاده ، من أم بلا أب ، قادر على بعث الموتى من قبورهم . أو ، وإن عيسى عليه السلام ، سينزل في آخر الزمان ، ويكون نزوله ، علامة من علامات الساعة . * ( فلا تمترن بها ) * أي : لا تشكن في قيام الساعة ، فإن الشك فيها كفر . * ( واتبعون ) * بامتثال ما أمرتكم ، واجتناب ما نهيتكم . * ( هذا صراط مستقيم ) * موصل إلى الله عز وجل . * ( ولا يصدنكم الشيطان ) * عما أمركم الله به * ( إنه ) * أي : الشيطان * ( لكم عدو مبين ) * حريص على إغوائكم ، باذل جهده في ذلك . * ( ولما جاء عيسى بالبينات ) * الدالة على صدق نبوته وصحة ما جاءهم به ،

نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 768
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست