نام کتاب : تفسير مجاهد نویسنده : مجاهد بن جبر جلد : 1 صفحه : 11
المقتضيات العصرية ، والمتطلبات الحاضرة ، ومدى تطور العلوم في زمانه ، ثم ليتفكر في آياته ، يجد الله عليما خبيرا . وحيث أن القافلة الانسانية لا تزال سائرة إلى الأمام ، ورائد الاسلام يرفع شأنها وينمي إمكانياتها ، ويدعوها إلى الصراط المستقيم ، الذي ينتهي إلى الله دائما فهي في صعود وارتقاء ، فكل ما ترى في الناس من النشاط لنيل العدل وإحقاق الحق ورفع مستوى الانسانية وتوحيدها بوحدة الله وإعطاء كل ذي حق حقه ، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، واستواء بني آدم أمام الله وتخليصهم من براثن المستبدين الطاغين والمستعمرين ، ومنح الحريات وإلغاء الإكراه والإجبار والظلم والعدوان ، وتحرير الانسانية من جميع الأوهام والخرافات ووضع الأغلال والآصار عنها ، ورفع شأن العلم والعلماء ، وبث روح الإحسان بين الناس ، وتنشيطهم على إعمال العقل والتفكر والبحث وإتمام مكارم الأخلاق إن هي إلا من آثار هذا الكتاب الحكيم ، وأشعة هذا السراج الوهاج . مراعاة الظروف والأحوال : إن القرآن لم ينزل دفعة واحدة . ولا يطلب من قارئه أن يختمه كم أوله إلى آخره في مدة ما . غير أنه يأمرنا أن نقرأ منه ما تيسر لنا ، وان نتلوه حق تلاوته ، وأن نتدبره ونحكم به ونعمل بما فيه ، وأن نقيمه . وطبيعي أن أوامر القرآن كلها لا تنفذ في وقت واحد ، وإنما تنفذ حسب الأحوال والمقتضيات . فللصفح والعفو أحوال ، غير أحوال القتال والحرب . ولغلب المائة ألفا ، أحوال لا توافق أحوال غلب المائة
نام کتاب : تفسير مجاهد نویسنده : مجاهد بن جبر جلد : 1 صفحه : 11