إلا في تلك المناكير المعدودة في سعة ما روى [1] . و قال ابن حجر في تهذيب التهذيب : و هو مردود على قائله [2] . و مما يدفع به قول العباس العنبري ما قاله محمد بن إسماعيل الفزاري : بلغني و نحن بصنعاء أن أحمد - يعني ابن حنبل - و يحيى - يعنى ابن معين - تركا حديث عبد الرزاق ، فدخلنا غم شديد ، فوافيت ابن معين في الموسم ، فذكرت له فقال : يا أبا صالح لو ارتد عبد الرزاق ما تركنا حديثه ( 2 ) . و هذا يدل على رسوخ قدم الإمام عبد الرزاق في الصدق و الأمانة و الضبط عند من أخذ عنه ، و على ما يبدو أن شائعة ترك الإمامين أحمد بن حنبل و يحيى بن معين لحديث عبد الرزاق كانت بعد أن تحدث الناس عن تشيعه و سنجد فيما بعد أن تشيعه كان من باب المحبة القلبية التي لا تتجاوز إلى الأقوال أو الطعن ، بل حتى إلى التفضيل . قال النسائي : فيه نظر لمن كتب عنه بآخرة ، كتب عنه أحاديث مناكير و قال أبو حاتم : يكتب حديثه و يحتج به ، و ذكره ابن حاتم في الثقات ، و قال : كان من يخطئ إذا حدث من حفظه ، على تشيع فيه ، و كان ممن جمع و صنف و حفظ و ذاكر ( 5 ) . - و قال الإمام البخاري : ما حدث عنه عبد الرزاق من كتابه فهو أصح ( 5 ) .
[1] ميزان الاعتدال ج 2 ص 127 . [2] تهذيب التهذيب ج 6 ص 315 . ( 3 ) تهذيب التهذيب ج 6 ص 314 . ( 4 ) التهذيب ج 6 ص 314 . ( 5 ) ميزان الاعتدال ج 2 ص 126 .