نام کتاب : تفسير السمعاني نویسنده : السمعاني جلد : 1 صفحه : 57
* ( الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ( 22 ) ) * * على رجاء التقوى . فإن قال قائل : التقوى [ هي ] ( 1 ) العبادة ، فأي شيء معنى قوله : اعبدوا لكي تعبدوا ؟ قلنا معناه : اعبدوه وكونوا على حذر منه ، وهذا دأب العابد أن يعبد الله ويكون على حذر منه . وقيل معناه : اعبدوه وكونوا على رجاء التقوى ؛ بأن تصيروا في ستر ووقاية من عذاب الله تعالى ، وحكم الله من ورائكم يفعل بكم ما يشاء ؛ وهذا مثل قوله تعالى : * ( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) أي : ادعواه إلى الحق وكونا على رجاء التذكر والخشية منه . وحكم الله وراءه يفعل به ما يشاء . قوله تعالى : * ( الذي جعل لكم الأرض فراشا ) الآية . هذا راجع إلى ما تقدم يعني : اعبدوا الذي جعل لكم الأرض فراشا ، والجعل هاهنا بمعنى : الخلق * ( فراشا ) أي : بساطا ، وقيل : وطاء . وقيل : مقاما . يعنى لكم الأرض قرارا لتكونوا عليها * ( والسماء بناء ) أي : سقفا * ( وأنزل من السماء ماء ) إنما أضافه إلى السماء وإن كان ينزل من السحاب ؛ لأنه ينزل من جهة السماء . * ( فأخرج به من الثمرات رزقا لكم ) قيل : الرزق هو كل ما يؤكل . وقيل : كل ما ينتفع به . * ( فلا تجعلوا لله أندادا ) قال قتادة : الند : هو المثل . وقال أبو عبيدة : الند هو الضد . وهذا من الأضداد ، والله تعالى بريء عن المثل والضد . قال حسان بن ثابت في مدح رسول الله : ( أتهجوه ولست له بند * فشركما لخيركما الفداء ) يعنى : ولست له بمثل ؛ قال لبيد : ( أحمد الله فلا ند له * بيديه الخير ما شاء فعل )
نام کتاب : تفسير السمعاني نویسنده : السمعاني جلد : 1 صفحه : 57