نام کتاب : تفسير السمعاني نویسنده : السمعاني جلد : 1 صفحه : 493
* ( ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ( 141 ) إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ( 142 ) مذبذبين بين ذلك لا إلى ) * * ونمنعكم من المؤمنين ) الاستحواذ : الاستيلاء والغلبة ومنه قوله - تعالى - : * ( استحوذ عليهم الشيطان ) قال المبرد : معنى هذا : قالوا : ألم نغلبكم على رأيكم ، ونمنعكم من المؤمنين ، والدخول في جملتهم ، وتخذيل المؤمنين عنكم . وقال غيره : معناه : ألم نستول عليكم بالنصرة لكم من جهة مراسلتنا إياكم بأخبار المؤمنين ، وأمورهم ، وتخذيلنا إياهم عنكم . ( * ( فالله يحكم بينكم يوم القيامة ) * ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) قال على ، وابن عباس : أراد به : في القيامة ، وقيل : هو سبيل الحجة ، أي : لا تكون الحجة للكافرين على المؤمنين أبدا . قوله - تعالى - : * ( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم ) يخادعون الله ، أي : يعاملون الله معاملة المخادعين حيث أظهروا الإيمان ، وأبطنوا الكفر ، وهو خادعهم ، أي : يعاملهم معاملة المخادعين ، وذلك على وجهين : أحدهما : أنه حكم بإيمانهم في الظاهر ، وكفرهم في الباطن ، كما فعلوا هم والثاني : أنه في القيامة يعطيهم نورا ، كما يعطى المؤمنين ، ثم إذا كانوا على الصراط طفئ نورهم ، وذهب المؤمنون بنورهم ، وهذا معنى قوله : * ( وهو خادعهم ) وقيل : معناه : يخادعون رسول الله ، وهو خادعهم ، أي : يجازيهم على مخادعتهم الرسول ، وسمى الثاني خداعا على الازدواج ، كما قال : * ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) وفي حديث عدى بن حاتم أن النبي قال : ' يؤتى بناس من الناس يوم القيامة إلى الجنة ، حتى إذا دنوا منها ، واستنشقوا رائحتها ، ورأوا فيها من النعيم ، يأمر الله - تعالى - بصرفهم عنها ، فيرجعون بحسرة ما رجع الأولون والآخرون بمثلها ، فيقولون : يا رب ، لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا ما أريتنا كان أهون علينا ، فيقول الله - تعالى - : ذاك أردت لكم ،
نام کتاب : تفسير السمعاني نویسنده : السمعاني جلد : 1 صفحه : 493