نام کتاب : تفسير السمعاني نویسنده : السمعاني جلد : 1 صفحه : 31
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، والصلاة على رسوله محمد وآله أجمعين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، اللهم بارك ووفق . القول في تفسير فاتحة الكتاب قال الشيخ الإمام الأجل الزاهد جمال الأئمة ، أبو المظفر منصور بن محمد السمعاني رحمه الله تعالى : اعلم أن لهذه السورة أربعة أسامي : فاتحة الكتاب ، وأم القرآن ، والسبع المثاني ، والسبع من المثاني ، برواية عبد خير ، عن علي رضي الله عنه . أما فاتحة الكتاب فلأن بها افتتح الكتاب وهو القرآن . وأما أم القرآن لأنها أصل القرآن ، منها بدئ القرآن . وأم الشيء : أصله ، ومنه يقال لمكة : أم القرى ؛ لأنه أصل البلاد . وأما السبع المثاني لأنها سبع آيات باتفاق الأئمة ؛ إلا في رواية شاذة أنها ثمان آيات . وسميت مثاني لأنها تثنى في الصلاة فتقرأ في كل ركعة . وقال مجاهد : إنما سميت مثاني ؛ لأن الله تعالى استثناها لهذه الأمة ، كأنه أوحى بها لهم ، ولم يعطها أحدا من الأمم . وأما السبع من المثاني ففيه قولان : أحدهما : أنها سبع آيات مخصوصة من المثاني وهو القرآن ، قال الله تعالى : * ( كتابا متشابها مثاني ) . وإنما سمى القرآن مثاني ؛ لاشتماله على علوم مثناة من الوعد والوعيد ، والأمر والنهى ، ونحوها . والثاني : أن السبع من المثاني هو السبع المثاني ؛ و ' من ' فيه للصلة ، وإنما نشأ هذا الخلاف من قوله تعالى : * ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني ) . ثم اعلم أن هذه السورة مكية على قول ابن عباس ، وقال مجاهد : هي مدنية . وقيل : نزلت مرتين مرة بمكة ، ومرة بالمدينة ؛ ولذلك سميت مثاني ؛ لأنها ثنيت في التنزيل ، وهذه رواية غريبة .
نام کتاب : تفسير السمعاني نویسنده : السمعاني جلد : 1 صفحه : 31