نام کتاب : تفسير السلمي نویسنده : السلمي جلد : 1 صفحه : 63
الموت لمكاشفة الغيوب ودفع حجاب الوحشة والوصول إلى محل الأنس ، ألا ترى النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ' من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ' . وأن بلالاً لما حضر قالت امرأته : واحزناه فقال : يا واطرباه غداً نلقى الأحبة . . . الحديث . قال الواسطي رحمه الله : جعل الموت يقظة للعالم فمن هابه حجب عن المميت ومتى تكون في قلبك هيبة إذا هبت طوارق الموت . قوله تعالى : * ( ما ننسخ من آية أو ننسها ) * [ الآية : 106 ] . ما نقلتك من حالة إلا أوصلناك إلى مقام أشرف منها وأعلى إلى أن تنتهى بك الأحوال إلى محل الندامى والخطاب من غير واسطة بقوله * ( دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ) * قوله تعالى : * ( بلى من أسلم وجهه لله ) * [ الآية : 112 ] . أي : أخلص وجهه عن أعمالهم من الربا : والشرك الخفي ، وقيل أسلم وجهه لله أي : أعتق وجهه عن عبودية غيره وهو محسن أي : وهو يحسن آداب العبودية فله أجره عند ربه بدوام المعونة له من رضاه ، ولا خوف عليهم في فوت حظهم من الحق ، ولا هم يحزنون بأن يشغلهم عنه بالجنة . قوله تعالى : * ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) * [ الآية : 115 ] . قال أبو منصور : وجهه حيث توجهت وقصده أين قصدت وقال أيضاً : هذا مثل إبداء الحق للخلق كمثل الهلال يرى من جميع الأقطار ، ويحتجب بالرسوم والآثار ، فإذا ارتفعت الرسوم صار ناظراً لا منظوراً ، وقال بعض البغداديين : القصد توجهك والطريقة إليه استقامتك منك بفهمك وعنك بعلمك ، ارتبط كل شيء بضده وانفرد بنفسه .
نام کتاب : تفسير السلمي نویسنده : السلمي جلد : 1 صفحه : 63