نام کتاب : تفسير السلمي نویسنده : السلمي جلد : 1 صفحه : 53
منه من غير مِنَّة فيه لأحد عليك . قوله تعالى : * ( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ) * . قيل فيه كنتم أمواتاً بالشرك وأحياكم بالتوحيد . وقال بعضهم : كنتم أمواتاً بالجهل فأحياكم بالعلم . وقيل فيه : كنتم أمواتاً بالخلاف فأحياكم بالائتلاف . قال بعض البغداديين : كنتم أمواتاً بحياة نفوسكم فأحياكم بإماتة نفوسكم وإحياء قلوبكم . وقال الشبلي : كنتم أمواتاً عنه فأحياكم به . وقال ابن عطاء : كنتم أمواتاً بالظواهر فأحياكم بمكاشفة السرائر . وقال فارس : كنتم أمواتاً بشواهدكم فأحياكم بشاهده ثم يميتكم عن شواهدكم ثم يحييكم بقيام الحق عنه . ثم إليه ترجعون عن جميع ما لكم وكنتم له . قال الواسطي : ويختم بها غاية التوبيخ لأن الموات والجماد لا ينازع ما نور في شيء ، إنما المنازعة من الهياكل الروحانية . قوله تعالى : * ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ) * . قال : تستعينوا لتقووا به على طاعته لا لتصرفوه في وجوه معصيته . وقيل : خلق لكم ما في الأرض ليَعُدَّ نعمه عليكم فيقتضي الشكر من نفسك لطلب المزيد منه . قال أبو عثمان : وهب لك الكل وسخره لك ؛ لتستدل به على سعة جوده وتسكن إلى ما ضمنه لك من جزيل العطاء في المعاد ولا تستقل كثير بره على قليل عملك ، فقد ابتداك تعظيم النعم قبل العمل وهو التوحيد . وقال ابن عطاء : * ( خلق لكم ما في الأرض جميعا ) * ليكون الكون كله لك وتكون لله كلاً تشتغل عمن أنت له . وقال بعض البغداديين في قوله : * ( خلق لكم ما في الأرض جميعا ) * أنعم بها عليك ، فإن الخلق عبدة النعم باستيلاء النعمة عليهم فمن طهر للحضرة أسقط عنه
نام کتاب : تفسير السلمي نویسنده : السلمي جلد : 1 صفحه : 53