نام کتاب : تفسير السلمي نویسنده : السلمي جلد : 1 صفحه : 52
الدنيا ، فلم يتفرغوا من ذلك إلى اهتمام الدين ، ولهم عذاب أليم باشتغالهم بما يغني عما يبقى . وقال الجنيد رحمه الله : علل القلب من اتباع الهوى ، كما أن علة الجوارح من مرض البدن . قوله تعالى : * ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض ) * الآية . باتباع الهوى مصلحون زين لهم سوء أعمالهم فرأوها حسناً ، ألا إنهم هم المفسدون بعصيان الناصحين لهم ، ولكن لا يشعرون لأنهم محجوبون عن طرق الإنابة والهداية . قوله تعالى * ( إنما نحن مصلحون ) * قيل من أظهر الدعوى كذب ، ألا ترى الله يقول : * ( ألا إنهم هم المفسدون ) * . قوله تعالى : * ( الله يستهزئ بهم ) * أي : يُحَسِّن في أعينهم قبائح أفعالهم . قوله تعالى : * ( مثلهم كمثل الذي استوقد نارا ) * الآية . قال أبو الحسن الوراق : هذا مثل ضربه الله عز وجل لمن لم تصح له أحوال الإرادة بدءاً فارتقى من تلك الأحوال بالدعاوى إلى أحوال الأكابر من يضيء عليه أحوال إرادته لو صححتها بملازمة آدابها ، فلما مزجها بالدعاوى أذهب الله عنه تلك الأنوار وبقي في ظلمات دعاويه لا يبصر طريق الخروج منها . قال الحسن : * ( إذا أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ) * . قال : إذا أضاء لهم مرادهم من الدنيا والدين ألقوه ، وإذا أظلم عليهم من خلاف معقولهم قاموا مجهولين . قوله تعالى : * ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم ) * . قال بعضهم : وحدوا ربكم . وقال بعضهم : أخلصوا عبادة ربكم من غير اتخاذ الشريك فيه ، فتوصلكم الوحدانية والإخلاص إلى التقوى . قوله تعالى : * ( الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء ) * . أعلمكم في هذه الآية سبيل الفقر بأن يجعل الأرض وطئاً والسماء غطاءً والماء طيباً والكلأ طعاماً ولا تعبد أحداً من الخلق بسبب الدنيا ، فإن الله قد أباح لك ما لا بُدَّ لك
نام کتاب : تفسير السلمي نویسنده : السلمي جلد : 1 صفحه : 52