نام کتاب : تفسير السلمي نویسنده : السلمي جلد : 1 صفحه : 443
فذكر أيام حداثته ثم رده إلى أصله ، ثم رده من أصله إلى أصل الأصل فقال : * ( واصطنعتك لنفسي ) * [ الآية : 41 ] . فأضافه إلى نفسه ثم أكد ذلك بقوله : * ( إني اصطفيتك على الناس برسالاتي ) * . وقوله تعالى : * ( وألقيت عليك محبة مني ) * [ الآية : 39 ] . قال سري السقطي : ألقى عليه لطفاً من لطفه يستجلب به قلوب عباده . قال ابن عطاء : ألقيت عليك محبة مني لك فمن رأى فيك محبتي لك أحبك بحبي بك . وقال فارس : زينتك بملاحة من عندي حتى لا تصلح لغيري ، ويحبك من يرى بك الملاحة فيك . فقيل : أليس يوسف أعطى شطر الحسن ؟ لم لم يكن يستوجب المحبة ؟ . قال : الحسن لا يوجب المحبة ، والملاحة توجب المحبة ، ألا ترى النبي صلى الله عليه وسلم كان عليه ( ملاحة ممزوجة بهيبة ) . قال الواسطي رحمه الله : * ( وألقيت عليك محبة مني ) * فقال : المحبة تمتزج لأقوام كرجل يكون سخياً شجاعاً ، فقيهاً ، فيفتن الناس على ذلك ، والمحبة التي ألقى على موسى ما زال ملقى عليه وهو في صلب عمران ألا ترى فرعون لما شاهد الملقى عليه في صغره من غير مزاج كيف رباه ؟ مع ما كان يقتل من أولاد بني إسرائيل وذلك لإلقاء المحبة عليه . قال ابن عطاء : ألقى عليك لطفاً لا يراه أحد إلا أحبه . قال أبو بكر بن طاهر : أحببتك فحببتك إلى إحبائي . وقال سهل : أظهر الله عليه ميراث علمه ، وأورثه محبته في قلوب عباده . قال القياد في قوله : * ( وألقيت عليك محبة مني ) * : لا يراك أحد إلا رق لك ، ومال إليك . وأيضاً : سبقت لك مني العناية بفضل الإختصاص على غيرك فخصصت بالذكر في الثناء ومن اصطنعه الله لنفسه لم تسترقه طمع نفسه غيره . قوله تعالى ذكره : * ( ولتصنع على عيني ) * [ الآية : 39 ] .
نام کتاب : تفسير السلمي نویسنده : السلمي جلد : 1 صفحه : 443