نام کتاب : تفسير السلمي نویسنده : السلمي جلد : 1 صفحه : 425
قوله تعالى : * ( فأشارت إليه ) * [ الآية : 29 ] . سمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت أبا القاسم البزار بمصر يقول : قال ابن عطاء : فأشارت إليه في الظاهر ليعلم القوم صدقها فيما يقول فأنطق الله عيسى صلى الله عليه وسلم ببراءتها . قال بعضهم : أشارت إليه اتباعا للأمر في الظاهر وأشارت إلى الحق إشارة مضطر عاجز فيما رميت به ، وما نسبت إليه . وقال : إن أحسن إشارات العارفين في أوقات الاضطرار حين لا تتثبت الهمة عن الرجوع إلى الحق . قال ابن عطاء : أشارت إلى الله فلم يفهم القوم إشارتها فأنطق الله عيسى بالبيان ، قال عيسى * ( إني عبد الله ) * أي أنطقني الله بهذا النطق الذي أشارت إليه مريم وأظهر ربوبيته في تكلمه . قوله تعالى : [ الآية : 30 ] . لست بعبد هوى ، ولا عبد طمع ، ولا عبد شهوة ، * ( وآتاني الكتاب ) * [ الآية : 30 ] . خصني بخصائص الأسرار ، * ( وجعلني نبيا ) * مخبرا عنه خبر الصدق . قال ابن عطاء : لما علم الله في عيسى ما علم من أن يتكلم فيه بأنواع الكفر أنطقه أول ما أنطقه بقوله : * ( إني عبد الله ) * ليكون ذلك حجة على من يدعي إذ قد شهد هو بالعبودية لله تعالى بالعبودية . وقيل في قوله : * ( آتاني الكتاب ) * أي سيأتي الكتاب ويجعلني نبيا . قوله تعالى : * ( وجعلني مباركا أين ما كنت ) * [ الآية : 31 ] . قال ابن عطاء : نفاعا للناس كافا للأذى . وقال الواسطي رحمه الله : وجعلني مباركا عارفا بالله راغبا إليه . قال الجنيدي رحمه الله : مباركا على من صحبني وتبعني أن أوليه على الأعراض عن الدنيا والإقبال على الآخرة . وقال أبو عثمان : عيسى إمام الزهاد في الدنيا والسالكين سلوك الآخرة فظهر بركاته على من اتبع أثره .
نام کتاب : تفسير السلمي نویسنده : السلمي جلد : 1 صفحه : 425