نام کتاب : تفسير الثوري نویسنده : سفيان الثوري جلد : 1 صفحه : 31
قال الخطيب : وكان أصحاب الحديث يأتونه في مكانه حين اختفائه بالبصرة في بيت يحيى بن سعيد القطان . فإذا سمع بصاحب حديث ، بعث إليه ، وكان يقول : " أنت ( يعنى يحيى ) تريد مثل أبي وائل عن عبد الله . أين تجد كل وقت هذا ؟ اذهب إلى الكوفة . فجئني بكتبي ، أحدثك " . قال له يحيى : " أنا أختلف إليك وأخاف على دمي . فكيف أذهب ، فآتي بكتبك " ؟ قال : " وكان يحيى جبانا جدا " [1] . وقال ابن الأسود الحارثي " خاف سفيان شيئا ، فطرح كتبه ، فلما أمن ، أرسل إلي وإلى يزيد بن توبة المرهبي . فقال : " أخرجوا الكتب " . فدخلنا البئر ، فجعلنا نخرجها فأقول : " يا أبا عبد الله ، وفي الركاز الخمس " ، وهو يضحك . فأخرجنا تسع قمطرات . كل واحد إلى هنا . وأشار إلى أسفل ثدييه . قال ، فقلت له : " اعزل لي كتابا تحدثني به " . فعزل لي كتابا ، فحدثني به " [2] . وإذ قضى الثوري أكثر عمره في الكوفة ، وكانت هي مركز جولاته إلى سنة 155 ه ، فنحن على اليقين في أنه صنف أكثر الكتب أو كلها في الكوفة . ثم لما خرج منها في السنة المذكورة خوفا على نفسه من الخليفة ، تركها في بيته ونظن أن واحدا من تلاميذه جاء بها إليه حين كان هو مستترا بالبصرة ليرويها عنه . ثم طرحها الثوري حين خاف شيئا . ثم أخرجها لما أمن ، وحدث بها . وأيضا نجزم بأن ما أخرج من البئر من الكتب كان تسع قمطرات . كل واحدة إلى أسفل من ثديي الرجل . والظاهر أن الكتب التي نسبها المؤرخون إلى الثوري لا يمكن ان تبلغ إلى تسع قمطرات . فهل لعب بها الحدثان مثل مؤلفات معاصريه ، أم في الرواية شئ من المبالغة ؟ فلولا ان عندنا قول ابن قتيبة ، الذي اختاره ابن النديم أيضا ، لحملنا الرواية على المبالغة . قال ابن قتيبة : " وأوصى إلى عمار بن سيف في كتبه ، فمحاها ، وأحرقها " [3] . فيتضح منه ان الكتب المذكورة في التاريخ والتذكرة هي البقية التي كانت قد رويت وانتشرت في البلاد ولذا لم تصل إليها يد النار ،
[1] تاريخ بغداد 9 / 160 . [2] تاريخ بغداد 9 / 161 والتقدمة 115 . [3] المعارف 218 ، والفهرست 315 والتقدمة 116 .
نام کتاب : تفسير الثوري نویسنده : سفيان الثوري جلد : 1 صفحه : 31