نام کتاب : تفسير الثوري نویسنده : سفيان الثوري جلد : 1 صفحه : 12
إمامته ، بحيث يستغنى عن تزكيته ، مع الإتقان والحفظ والمعرفة والضبط والورع والزهد " [1] . ونعلم أن أصحاب هذه الأقوال لم يكونوا من الشعراء الذين يغلب عليهم المدح أو الهجاء ، بل هم أرباب الصدق في القول والديانة في الرأي ، فيقولون ما يجدون في رجل ، أي رجل كان ، ولا يخافون فيه لومة لائم . فلا سبيل لنا الا إلى قبول ما قالوا . رتبته في الفقه ومع هذا كان الثوري قد فاق أكثر أقرانه في الفقه والقياس ، واشتهر بالرأي والاجتهاد [2] . وكان فقهه معمولا به إلى القرن الخامس . وكان مقلدوه يقال لهم الثوري . وكان من بينهم شيخ الطائفة جنيد البغدادي وأبو صالح حمدون بن أحمد القصار النيسابوري وجماعة من أهل دينور [3] . ولمعرفة رتبته في الفقه يكفينا ان نذكر نبذ ة مما حكي لنا عن الفقهاء : قال الخطيب : " عرض الفريابي مرة على الإمام ابن عيينة مسألة فقهية - فأجابه الامام بما كان رأيه فيها . فقال الفريابي : " ان الثوري يرى خلاف هذا " . فقال ابن عيينة : " لم تر عيناك مثل سفيان أبدا " [4] . وقال أيضا : " ما رأيت رجلا اعلم بالحلال والحرام من سفيان الثوري " [5] . وقال الحسن بن الربيع ، سمعت ابن المبارك قبل أن يموت بيومين أو ثلاثة . وكان حسن هو الذي غسله وكفنه وقبره . قال ، سمعته قال : " ما أحد عندي من الفقهاء أفضل من سفيان بن سعيد . ما أدري ما عبد الله بن عون . . ؟ " [6] . وقال الأوزاعي : " لو قيل لي ، اختر لهذه الأمة ، ما اخترت الا سفيان الثوري " [7] .