responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الثوري نویسنده : سفيان الثوري    جلد : 1  صفحه : 3


بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة المصحح نحمده ، ونستعينه ، ونصلي على رسوله الكريم ، وعلى آله وأصحابه وأتباعه أجمعين .
وبعد فإن أمر الوحي العزيز قد بدأ بنزول آيات تدل على أن العلم والكتابة من نعم الله جل وعز ذكره ، لان أول ما تلا النبي ، صلى الله عليه وسلم ، من القرآن المقدس ، ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الانسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الانسان ما لم يعلم ) [1] .
وقد سعى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، مدى حياته الطيبة في ا لكشف عن هذا السر لتلاميذه السعداء ، وأوضح لهم جلالة العلم ومزية الكتابة - فكان في أقل من قرن أن الأمة العربية التي كانت معظمها أمية حين بعث فيها الرسول ، قد تزينت بحلي العلم وتحلت بجواهر الحكمة ، ولم يتيسر لها هذا الا ببركة خدمتها الكتاب المقدس ، الذي قد تكفل للانسان بالنجاة والفوز والفلاح في الدنيا والآخرة . ومع هذا كان ذلك الكتاب موافقا للسليقة الأدبية التي قد حثت العرب على أن يلقبوا غيرهم بالعجم ، فصرفوا وجوههم في حفظه وكتابته والتفكر في معانيه والعمل بأوامره والاجتناب عن نواهيه ، وتركوا كل ما كان تفخر به العرب من القصائد والاشعار وردوها على الشياطين الذين كانوا يلقونها على قائليها من الجاهلية الأولى .
وكان ذلك الكتاب حاويا لأسرار الصفات الإلهية الغامضة ، وجامعا لقوانين



[1] العلق 1 - 5 .

نام کتاب : تفسير الثوري نویسنده : سفيان الثوري    جلد : 1  صفحه : 3
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست