نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 9 صفحه : 134
للايمان والسجود أي إذا كان حالهم يوم القيامة كما ذكر فأي شيء لهم حال كونهم غير مؤمنين أي أي شيء يمنعهم من الايمان مع تعاضد موجباته وقوله تعالى وإذا قرىء عليهم القرآن لا يسجدون جملة شرطية محلها النصب على الحالية نسقا على ما قبلها أي فأي مانع لهم حال عدم سجودهم وخضوعهم واستكانتهم عند قراءة القرآن وقيل قرأ النبي عليه الصلاة والسلام ذات يوم واسجد واقترب فسجد هو ومن معه من المؤمنين وقريش تصفق فوق رؤسهم وتصفر فنزلت وبه احتج أبو حنيفة رحمه الله تعالى على وجوب السجدة وعن ابن عباس رضي الله عنهما ليس في المفصل سجدة وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سجد فيها وقال والله ما سجدت الا بعد أن رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسجد فيها وعن أنس رضي الله عنه صليت خلف أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فسجدوا وعن الحسن هي غير واجبة بل الذين كفروا يكذبون بالقرآن الناطق بما ذكر من أحوال القيامة وأهوال مع تحقق موجبات تصديقه ولذلك لا يخضعون عند تلاوته والله اعلم بما يوعون بما يضمرون في قلوبهم ويجمعون في صدورهم من الكفر والحسد والبغي والبغضاء أو بما يجمعون في صحفهم من أعمال السواء ويدخرون لأنفسهم من أنواع العذاب علما فعليا فبشرهم بعذاب أليم لأن علمه تعالى بذلك على الوجه المذكور موجب لتعذيبهم حتما الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات استثناء منقطع ان جعل الموصول عبارة عن المؤمنين كافة ومتصل ان أريد به من آمن منهم بعد ذلك وقوله تعالى لهم اجر غير ممنون اي غير مقطوع أو ممنون به عليم استئناف مقرر لما أفاده الاستثناء من انتفاء العذاب عنهم ومبين لكيفيته ومقارنته للثواب العظيم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الانشقاق أعاذه الله تعالى أن يعطيه كتابه وراء ظهره
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 9 صفحه : 134