نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 9 صفحه : 132
الربانية وتكرير كلمة إذا ما اتحاد الأفعال المنسوبة إلى السماء والأرض وقوعا في الوقت الممتد الذي هو مدلولها قد مر سره فيما مر يا أيها الانسان انك كادح إلى ربك كدحا أي جاهد ومجد إلى الموت وما بعده من الأحوال التي مثلت باللقاء مبالغ في ذلك فان الكدح جهد النفس في العمل والكد فيه بحيث يؤثر فيها من كدح جله إذا خدشه فملاقيه أي فملاق له عقيب ذلك لا محالة من غير صارف يلويك عنه قوله تعالى فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا الخ قيل جواب إذا كما في قوله تعالى فاما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون وقوله تعالى يا أيها الانسان الخ اعتراض وقيل هو محذوف للتهويل والايماء إلى قصور العبارة عن بيانه أو للتعويل على ما مر في سورة التكوير والانفطار عليه وقيل هو ما دل عليه قوله تعالى يا أيها الانسان الخ تقديره لا قي الانسان كدحه وقيل هو قوله تعالى فملاقيه وما قبله اعتراض وقيل هو يا أيها الانسان الخ باضمار القول يسير سهلا لا مناقشة فيه ولا اعتراض وعن الصديقة رضي الله عنها هو أن يعرف ذنوبه ثم يتجاوز عنه وينقلب إلى أهله مسرورا أي عشيرته المؤمنين أو فريق المؤمنين مبتهجا بحاله قائلا هاؤم اقرؤا كتابيه وقيل إلى أهله في الجنة من الحور والغلمان وأما من أوتي كتابه وراء ظهره أي يؤتاه بشماله من وراء ظهره قيل تغل يمناه إلى عنقه ويجعل شماله وراء ظهره فيؤتى كتابه بشماله وقيل تخلع يده اليسرى من وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا أي يتمنى الثبور وهو الهلاك ويدعوه يا ثبوراه تعالى فإنه أوانك وأني له ذلك ويصلى سعيرا أي يدخلها وقرئ يصلى كقوله تعالى وتصلية جحيم وقرئ ويصلى كما في قوله تعالى ونصليه جهنم انه كان في أهله فيما بين أهله وعشيرته في الدنيا مسرورا
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 9 صفحه : 132