نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 9 صفحه : 101
رآه أو سمعه ويمنعه من تعاطي ما يفضي اله ومحله النصب على أنه مصدر مؤكد كوعد الله وصبغة الله كأنه قيل نكل الله به نكال الآخرة والأولى وهو الاحراق في الآخرة والاغراق في الدنيا وقيل مصدر لأخذ أي آخذه الله أخذ نكال الآخرة الخ وقيل مفعول له أي آخذه لأجل نكال الخ وقيل نصب على نزع الخافض أي أخذه بنكال الآخرة والأولى واضافته إلى الداين باعتبار وقوع نفس الأخذ فيهما لا باعتبار أن ما فيه من معنى المنع يكون فيهما فان ذلك لا يتصور في الآخرة بل في الدنيا فان العقوبة الأخروية تنكل من سمعها وتمنعه من تعاطي ما يؤدي إليها لا محالة وقيل المراد بالآخرة والأولى قوله أنا ربكم الأعلى وقوله ما علمت لكم من اله غيري قيل كان بين الكلمتين أربعون سنة فالإضافة إضافة المسبب إلى السبب ان في ذلك أي فيما ذكر من قصة فرعون وما فعل وما فعل به لعبرة عظيمة لمن يخشى أي لمن من شأنه أن يخشى وهو من من شأنه المعرفة وقوله تعالى أأنتم أشد خلقا خطاب لأهل مكة المنكرين للبعث بناء على صعوبته في زعمهم بطريق التوبيخ والتبكيت بعد ما بين كمال سهولته بالنسبة إلى قدرة الله تعالى بقوله تعالى فإنما هي زجرة واحدة اي أخلقكم بعد موتكم أشد أي أشق وأصعب في تقديركم أم السماء أي أم خلق السماء على عظمها وانطوائها على تعاجيب البدائع التي تحار العقول عن ملاحظة أدناها كقوله تعالى لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس وقوله تعالى أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم وقوله تعالى بناها الخ بيان وتفصيل لكيفية خلقها المستفاد من قوله أم السماء وفي عدم ذكر الفاعل فيه وفيما عطف عليه من الأفعال من التنبيه على تعينه وتفخيم شأنه عز وجل ما لا يخفى وقوله تعالى رفع سمكها بيان للبناء أي جعل مقدار ارتفاعها من الأرض وذهابها إلى سمت العلو مديدا رفيعا مسيرة خمسمائة عام فسواها فعدلها مستوية ملساء ليس فيها تفاوت ولا فطور أو فتممها بما علم أنها تتم به من الكواكب والتداوير وغيرها مما لا يعلمه إلا الخلاق العليم من قولهم سوى أمر فلان إذا صلحه « وأغطش ليلها » أي جعله مظلما يقال غطش الليل وأغطشه الله تعالى كما يقال ظلم وأظلمه وقد مر هذا في قوله تعالى وإذا أظلم عليهم قاموا ويقال أيضا أغطش الليل كما يقال أظلم « وأخرج ضحاها » أي أبرز نهارها عبر عنه بالضحى لأنه أشرف أوقاته وأطيبها فكان أحق بالذكر في مقام الامتنان وهو السر في تأخير ذكره عن ذكر الليل وفي التعبير عن إحداثه بالإخراج فإن إضافة النور بعد الظلمة أتم في الإنعام
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 9 صفحه : 101