نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 9 صفحه : 100
إلى الحقيقة والمراد بالآية الكبرى قلب العصا حية وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما فإنها كانت المقدمة والأصل والأخرى كالتبع لها أوهما جميعا وهو قول مجاهد فإنهما كالآية الواحدة وقد عبر عنهما بصيغة الجمع حيث قال اذهب أنت وأخوك بآياتي باعتبار ما في تضاعيفهما من بدائع الأمور التي كل منها آية بينة لقوم يعقلون كما في سورة طه ولا مساغ لحملها على مجموع معجزاته فان ما عدا هاتين الآيتين من الآيات التسع انما ظهرت على يده عليه الصلاة والسلام بعد ما غلب السحرة على مهل في نحو من عشرين سنة كما مر في سورة الأعراف ولا ريب في أن هذا مطلع القصة وأمر السحرة مترقب بعد فكذب بموسى عليه السلام وسمي معجزاته سحرا وعصى الله عز وجل بالتمرد بعد ما علم صحة الأمر ووجوب الطاعة أشد عصيان وأقبحه حيث اجترأ على انكار وجود رب العالمين رأسا وكان اللعين وقومه مأمورين بعبادته عز وجل وترك العظيمة التي كان يدعيها الطاغية ويقبلها منه فئته الباغية لا بارسال بني إسرائيل من الأسر والقسر فقط ثم أدبر أي تولى عن الطاعة أو انصرف عن المجلس يسعى اي يجتهد في معارضة الآية أو أريد ثم اقبل أي أنشأ يسعى فوضع موضعه أدبر تحاشيا عن وصفه بالاقبال وقيل أدبر هاربا من الثعبان فإنه روي أنه عليه الصلاة والسلام لما ألقى العصا انقلبت ثعبانا أشعر فاغرا فاه بين لحييه ثمانون ذراعا وضع لحيه الأسفل على الأرض والأعلى على سور القصر فتوجه نحو فرعون فهرب وأحدث وانهزم الناس مزدحمون فمات منهم خمسة وعشرون ألفا من قومه وقيل انها حين انقلبت حية ارتفعت في السماء قدر ميل ثم انحطت مقبلة نحو فرعون وجعلت تقول يا موسى مرني بما شئت ويقول فرعون أنشدك بالذي أرسلك الا اخذته فأخذه فعاد عصا ويأباه أن ذلك كان قبل الاصرار على التكذيب والعصيان والتصدي للمعارضة كما يعرب عنه قوله تعالى فحشر أي فجمع السحرة لقوله فأرسل فرعون في المدائن حاشرين وقوله تعالى فتولى فرعون فجمع كيده أي ما يكاد به من السحرة وآلاتهم وقيل جنوده ويجوز أن يراد جميع الناس فنادى في المجمع بنفسه أو بواسطة المنادي فقال أنا ربكم الأعلى قيل قام فيهم خطيبا فقال تلك العظيمة فأخذه الله نكال الآخرة والأولى النكال بمعنى التنكيل كالسلام بمعنى التسليم وهو التعذيب الذي ينكل من
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 9 صفحه : 100