نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 7 صفحه : 184
للتلاوة أو على العكس وإن أجريت كل واحدة منهن على طوائف معينة فهو الدلالة على ترتب الموصوفات في مراتب الفضل بمعنى أن طوائف الصافات ذوات فضل والزاجرات أفضل والتاليات أبهر فضلا أو على العكس وقيل المراد بالمذكورات نفوس العلماء العمال الصافات أنفسها في صفوف الجماعات وأقدامها في الصلوات الزاجرات بالمواعظ والنصائح التاليات آيات الله تعالى الدارسات شرائعه واحكامه وقيل طوائف الغزاة الصافات أنفسهم في مواطن الحروب كأنهم بنيان مرصوص أو طوائف قوادهم الصافات لهم فيها الزاجرات الخيل للجهاد سوقا والعدو في المعارك طردا التاليات آيات الله تعالى وذكره وتسبيحه في تضاعيف ذلك والكلام في العطف ودلالته على ترتب الصفات في الفضل أو ترتب موصوفاتها فيه كالذي سلف وأما الدلالة على الترتب في الوجود كما في قوله يالهف زبانة للحرث الصابح فالغانم فالآيب فغير ظاهرة في شئ من الطوائف المذكورة فإنه لو سلم تقدم الصف على الزجر في الملائكة والغزاة فتأخر التلاوة عن الزجر غير ظاهر وقيل الصافات الطير من قوله تعالى والطير صافات والزاجرات كل ما يزجر عن المعاصي والتاليات كل من يتلو كتاب الله تعالى وقيل الزاجرات القوارع القرآنية وقرئ بإدغام التاء في الصاد والزاي والذال « إن إلهكم لواحد » جواب القسم والجملة تحقيق للحق الذي هو التوحيد بما هو المألوف في كلامهم من التأكيد القسمي وتمهيد لما يعقبه من البرهان الناطق به أعنى قوله تعالى « رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق » فإن وجودها وانتظامها على هذا النمط البديع من أوضح دلائل وجود الصانع وعلمه وقدرته وأعدل شواهد وحدته كما مر في قوله تعالى « لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا » ورب خبر ثان لأن أو خبر مبتدأ محذوف أي مالك السماوات والأرض وما بينهما من الموجودات ومربيها ومبلغها إلى كمالاتها والمراد بالمشارق مشارق الشمس وإعادة الرب فيها لغاية ظهور آثار الربوبية فيها وتجددها كل يوم فإنها ثلاثمائة وستون مشرقا تشرق كل يوم من مشرق منها وبحسبها تختلف المغارب وتغرب كل يوم في مغرب منها واما قوله تعالى « رب المشرقين ورب المغربين » فهما مشرقا الصيف والشتاء ومغرباهما « إنا زينا السماء الدنيا » أي القربى منكم « بزينة » عجيبة بديعة « الكواكب » بالجر بدل من زينة على أن المراد بها الاسم أي ما يزن به لا المصدر فإن الكواكب بأنفسها وأوضاع بعضها من بعض زينة وأي زينة وقرئ بالإضافة على انها بيانية لما أن الزينة مبهمة صادقة على كل ما يزان به فتقع الكواكب بيانا لها ويجوز أن يراد بزينة الكواكب ما زينت هي به وهو ضوؤها وروى عن ابن عباس رضى الله عنهما بزينة الكواكب بضوء الكواكب هذا وأما على تقدير كون الزينة مصدرا فالمعنى على
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 7 صفحه : 184