نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 9 صفحه : 136
بمنزلة أولئك المعذبين ملعونون مثلهم أحقاء بأن يقال فيهم ما قد قيل فيهم وقرئ قتل بالتشديد والأخدود الخد في الأرض وهو الشق ونحوهما بناء ومعنى الخق والأخقوق وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان لبعض الملوك ساحر فلما كبر ضم إليه غلام ليعلمه السحر وكان في طريق الغلام راهب فسمع منه فرأى في طريقه ذات يوم دابة قد حبست الناس قيل كانت الدابة أسدا فأخذ حجرا فقال اللهم إن كان الراهب أحب إليك من الساحر فاقتلها فقتلها فكان الغلام بعد ذلك يبرئ الأكمه والأبرص ويشفي من الأدواء وعمى جليس للملك فأبره فأبصره الملك فسأله من رد عليك فقال ربى فغضب فعذبه فدل على الغلام فعذبه فدل على الراهب فلم يرجع الراهب عن دينه فقد بالمنشار وأبى الغلام فذهب به إلى جبل ليطرح من ذروته فدعا فرجف بالقوم فطاحوا ونجا فذهب به إلى قرقور فلججوا به ليغرقوه فدعا فانكفأت بهم السفينة فغرقوا ونجا وقال للملك لست بقاتلي حتى تجمع الناس في صعيد وتصلبني على جذع وتأخذ سهما من كنانتي وتقول باسم الله رب الغلام ثم ترميني به فرماه فوقع في صدغه فوضع يده عليه ومات فقال الناس آمنا برب الغلام فقيل للملك نزل بك ما كنت تحذر فأمر بأخاديد في أفواه السكك وأوقدت فيها النيران فمن لم يرجع منهم طرحه فيها حتى جاءت امرأة معها صبي فتقاسمت فقال الصبي يا أماه اصبري فإنك على الحق فاقتحمت وقيل قال لها قعي ولا تنافقي ما هي غلا غمضة فصبرت قيل أخرج الغلام من قبره في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه و أصبعه على صدغه كما وضعها حين قتل وعن على رضي الله عنه أن بعض ملوك المجوس وقع على أخته وهو سكران فلما صحا ندم وطلب المخرج فقالت له المخرج أن تخطب بالناس فتقول إن الله قد أحل نكاح الأخوات ثم تخطبهم بعد ذلك إن الله قد حرمه فخطب فلم يقبلوا منه فقالت له أبسط فيهم السوط ففعل فلم يقبلوا فقالت له أبسط فيهم السيف ففعل فلم يقبلوا فأمر بالأخاديد وإيقاد النار وطرح من أبى فيها فهم الذين أراد الله تعالى بقوله قتل أصحاب الأخدود وقيل وقع إلى نجران رجل مما كان على دين عيسى عليه السلام فدعاهم فأجابوه فسار إليهم ذو نواس اليهودي بجنود من حمير فخيرهم بين النار واليهودية فأبو فأحرق منهم اثنى عشر ألفا في الأخاديد وقيل سبعين ألفا وذكر أن طول الأخدود أربعون ذراعا وعرضه اثنا عشر ذراعا النار بد اشتمال من الخدود ذات الوقود وصف لها بغاية العظم وارتفاع اللهب وكثرة ما يوجبه من الحطب وأبدان الناس وقرئ الوقود بالضم وقوله تعالى إذ هم عليها تعود ظرف لقتل أي لعنوا حين أحدقوا بالنار قاعدين حولها في مكان مشرف عليها من حافات الأخدود كما في قوله وبات على النار الندى والمحلق
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 9 صفحه : 136