نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 9 صفحه : 137
وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود أي يشهد بعضهم لبعض عند الملك بأن أحدا لم يقصر فيما أمر به أو انهم شهود يشهدون بما فعلوا بالمؤمنين يوم القيامة يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وقيل على بمعنى مع والمعنى وهم مع ما يفعلون بالمؤمنين من العذاب حضور لا يرقون لهم لغاية قسوة قلوبهم هذا هو الذي يستدعيه النظم الكريم وتنطق به الروايات المشهورة وقد روي أن الجبابرة لما ألقوا المؤمنين في النار وهم قعود حولها علقت بهم النار فأحرقتهم ونجى الله عز وجل المؤمنين منها سالمين والى هذا القول ذهب الربيع بن أنس والواحدي وعلى ذلك حملا قوله تعالى ولهم عذاب الحريق وما نقموا منهم أي ما أنكروا منهم وما عابوا الا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد استئناف مفصح عن براءتهم عما يعاب وينكر بالكلية على منهاج قوله ولا عيب فيهم غير أن ضيوفهم تلام بنسيان الأحبة والوطن ووصفه تعالى بكونه عزيزا غالبا يخشى عقابه وحميدا منعما يرجى ثوابه وتأكيد ذلك بقوله تعالى الذي له ملك السماوات والأرض للاشعار بمناط ايمانهم وقوله تعالى والله على كل شيء شهيد وعد لهم ووعيد شديد لمعذبيهم فان علمه تعالى بجميع الأشياء التي من جملتها اعمال الفريقين يستدعى توفير جزاء كل منهما حتما ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات اي محنوهم في دينهم ليرجعوا عنه والمراد بهم اما أصحاب الأخدود خاصة وبالمفتونين المطرحون في الأخدود وأما الذين بلوهم في ذلك بالأذية والتعذيب على الاطلاق وهم داخلون في جملتهم دخولا أوليا ثم لم يتوبوا أي عن كفرهم وفتنتهم فان ما ذكر من الفتنة في الدين لا يتصور من غير الكافر قطعا وقوله تعالى فلهم عذاب جهنم حملة وقت خبرا لأن أو الخبر لهم وعذاب مرتفع به على الفاعلية وهو الأحسن والفاء لتضمن المبتدأ معنى الشرط ولا ضير في نسخه بأن وان خالف الأخفش والمعنى لهم في الآخرة عذاب جهنم بسبب كفرهم ولهم عذاب الحريق وهي نار أخرى عظيمة بسبب فتنتهم للمؤمنين ان لذين آمنوا وعملوا
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود جلد : 9 صفحه : 137