نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 65
للثوب . ولو لم يكن كذلك لما كانت الطاعة أيضاً سبب خلود الثواب . [ آية 83 ] * ( وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل ) * عاهدناهم بالتوحيد . ومقتضى التوحيد ملاحظة الحضرة الربوبية ومشاهدة تجلياتها في مظاهرها ، والقيام بحقها على حسب ظهور أوصافها . وأول من يظهر عليه صفات الربوبية وآثارها في الظاهر وعالم الشهادة هما الأبوان لمكان النسبة والتربية والعطوفية ، التي هي آثار الموجد الرب الرحيم فيهما له . فالإحسان إليهما يجب أن يلي عبادة الله بحسب ظهوره في مظهريهما ، ثم ذوي القربى لظهور المواصلة والمرحمة الإلهية فيهم بالنسبة إليه ، ثم اليتامى لاختصاص ولايته وحفظه تعالى بهم فوق من عداهم إذ هو ولي من لا ولي له ، ثم المساكين لتوليته رعايتهم ورزقهم بنفسه بلا واسطة غيره ، ثم سائر الناس للرحمة العامة بينهم التي هي ظل الرحمانية ، فالإحسان المأمور به في الآية على درجاته وتفاضله في مراتبه هو تخصيص العبادة بالله مع مشاهدة صفاته في مظاهرها ورعاية حقوق تجلياتها وأحكامها . [ آية 84 ] * ( وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ) * بهواكم إلى مقار النفس وصفاتها وميلكم إلى هواها وطباعها ، ومتاركتكم حياتكم الحقيقية ، وخواص أفعالكم لأجل تحصيل مآربها ولذاتها * ( ولا تخرجون أنفسكم ) * أي : ذواتكم . إذ يعبر بالنفس عن الذات * ( من دياركم ) * أي : مقاركم الروحانية والروضات القدسية * ( ثم أقررتم ) * بقبولكم لذلك * ( وأنتم تشهدون ) * عليه باستعداداتكم الأولية وعقولكم الفطرية . [ آية 85 - 86 ] * ( ثم أنتم هؤلاء ) * الساقطون عن الفطرة ، المحتجبون عن نور الاستعداد الأصلي * ( تقتلون أنفسكم ) * بغوايتكم ومتابعتكم للهوى * ( وتخرجون فريقا منكم من ديارهم ) *
65
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 65