نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 56
بالفكر على حجر الدماغ الذي هو منشأ العقل * ( فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ) * من مياه العلوم على عدد المشاعر الإنسانية التي هي الحواس الخمس الظاهرة ، والخمس الباطنة ، والعاقلة النظرية والعملية . ولهذا قال صلى الله عليه وسلم والسلام : ( ( من فقد حسا فقد فقد علماً ) ) . * ( قد علم كل أناس مشربهم ) * أي : أهل كل علم مشربهم من ذلك العلم ، كأهل الصناعات ، والعلماء العاملين من مشرب العقل العملي ، والحكماء والعارفين من النظري والصباغين من علم الألوان المبصرة ، وأهل صناعة الموسيقى من علم الأصوات وغير ذلك . وعلى التأويل الثاني : أمرنا موسى القلب ، بضرب عصا النفس على حجر الدماغ ، * ( فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ) * هي المشاعر المذكورة التي تختص كل واحدة منها بقوة من القوى الاثنتي عشرة المذكورة التي هي أسباط يعقوب الروح ، قد علم كل منها مشربه * ( كلوا واشربوا من رزق الله ) * أي : انتفعوا بما رزقكم الله من العلم والعمل والأحوال والمقامات . * ( ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) * ولا تبالغوا في الفساد بالجهل . [ آية 61 ] * ( لن نصبر على طعام واحد ) * أي : الغذاء الروحاني من العلم والمعرفة والحكمة * ( فادع لنا ربك ) * أي : اسأل لنا ربك يوسع علينا ، ويرخص لنا فيما تنبته أرض نفوسنا من الشهوات الخبيثة واللذات الخسيسة والتفكهات الباردة وكل ما فيه لاحظ النفس وعذابها . * ( اهبطوا مصرا ) * أي : مدينة البدن * ( فإن لكم ) * فيها * ( ما سألتم وضربت عليهم الذلة ) * اللازمة لاتباع الشهوات والحرص في المقتنيات * ( والمسكنة ) * أي : دوام الاحتياج ودوام سكنى الجهة السفلية * ( وباؤوا ) * واستحقوا * ( بغضب ) * البعد والطرد * ( من الله ذلك ) * باحتجابهم عن آيات الله وتجلياته ، والباقي ظاهر . وعلى الوجه الثاني : وبقتلهم أنبياء القلوب بغير أمر ثابت لهم عليهم يتوجه به ذلك بل بصرف باطلهم ذلك بعصيانهم أوامر القلوب والعقول واعتدائهم عن ظهورهم . [ آية 62 ] * ( إن الذين آمنوا ) * الإيمان التقليدي ، والظاهريين والباطنيين والذين تعبدوا ملائكة
56
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 56