نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 44
روح العالم المسمى يمين الرحمن ، وآدم هو النفس الناطقة الكلية التي هي قلب العالم . ومسحه ظهره تأثير العقل فيها وتنويره إياها بنوره بالاتصال الروحاني ، وإخراج ذريته منه إيجاد النفوس الشخصية الجزئية التي كانت فيها بالقوة ، وإخراجها إلى الفعل . وعهد الله إليهم بقوله : * ( ألست بربكم ) * إيداع علم التوحيد في ذواتهم وميثاق ذلك العهد ركز أدلة التوحيد في عقولهم وإلزام ذلك العلم إياهم وجعله من اللوازم الذاتية لهم ، بحيث إذا تجردوا عن الصفات النفسانية والغواشي الجسمانية تبين لهم ذلك ، وانكشف عليهم أظهر شيء وأبينه وهو إشهادهم على أنفسهم لكون ذلك العلم ضرورياً حينئذ ، وإجابتهم لذلك بقولهم : * ( بلي ) * قبولهم الذاتي له ، ونقض ذلك العهد انهماكهم في اللذات البدنية والغواشي الطبيعية وتعبدهم لهواهم وشهواتهم ، بحيث احتجبوا بها عن وحدة الله وتعبده ، وقطعهم ما أمر الله بوصله إعراضهم عن اتصال روح القدس والمبادئ العالية والأرواح السماوية التي هي الملأ الأعلى ، وسكان الحضرة الإلهية من أهل الجبروت والملكوت الذين يجانسونهم بذواتهم وصفاتهم ، وهم أهل قرابتهم الحقيقية ، ورحمهم الظاهر المأمور بوصله حقيقة بتوجههم إلى العالم السفلي ومحبتهم للجواهر الفاسقة المظلمة ، وعشقهم وشغفهم بالأمور الخسيسة الفانية . ولهذا قال عليه صلى الله عليه وسلم : ( ( إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها ، ويبغض سفاسفها ) ) * ، إذ كلما كان مطلوب النفس أخس كانت عن العالم الشريف أبعد . * ضروب الناس عشاق ضروبا * فأغدرهم أشقهم جيوبا * وقد مر تفسير الإفساد في الأرض ، والخسران الذي هو تضييع الجوهر النوري الباقي لأجل الظلماني الفاني . [ آية 28 - 29 ] * ( كيف تكفرون بالله ) * أي : على أي حال تحجبون عنه * ( و ) * الحال أنكم * ( كنتم أمواتاً ) * نطفاً في أصلاب آبائكم * ( فأحياكم ) * أي : لم لا تستدلون بالخلق على الخالق * ( ثم يميتكم ) * بالموت الطبيعي * ( ثم يحييكم ) * بالبعث ، إذ الأول معلوم بالمشاهدة ، والثاني بالاستدلال عليه بالإنشاء الأول * ( ثم إليه ترجعون ) * للمجازاة ، أو ثم يميتكم عن أنفسكم بالموت الإرادي الذي هو الفناء في الوحدة ثم يحييكم بالحياة الحقيقية التي هي البقاء بعد الفناء بالوجود الموهوب الحقاني . ثم إليه ترجعون للمشاهدة إن كانت الوحدة وحدة الصفات ، أو الشهود إن كانت وحدة الذات .
44
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 44