responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 43


الأفعال أن لهم مراداتهم ومشتهياتهم فوق ما تصوروا وتمنوا ، التنكير الجنات ، والجنات الجارية من تحتها الأنهار أبهى وأطيب ما يكون من مقام ، وألذ وأحلى ما يكون من مرام لأهل الدنيا ، فهي لنفوسهم من جنس جنات الدنيا ، وأصفى منها بحسب المعاد الجسماني ، فإنه حق كما ستعلم . * ( كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل ) * في الدنيا ، فإنها مألوفهم * ( وأتوا ) * بالرزق * ( متشابها ) * ولقلوبهم هي مقاماتهم ، كالتوكل مثلاً ، وروضات عالم القدوس التي تنشأ من كل مرتبة منها أنهار علوم تنفع السالكين ، وتنفع علة المتعطشين المشتاقين . والثمرات هي الحكم والمعارف ، وقولهم : * ( هذا الذي رزقنا من قبل ) * إشارة إلى أن تلك العلوم والحكم كانت ثابتة للقلب حالة التجرد ، فاحتجبت عنها بالتوغل في الأمور الطبيعية عند التعليق فنسيتها ، ثم تذكرت حين تجردت عن ملابسها لقوله عليه الصلاة والسلام :
( ( الحكمة ضالة المؤمن ) ) . والأزواج لنفوسهم الحور العين المطهرة عن الطمث والفواحش ، ولقلوبهم النفوس القدسية المطهرة عن دنس الطبائع وكدر العناصر ، ولا جنة لأرواحهم لاحتجابهم عن المشاهدة .
* ( إن الله لا يستحي ) * لا يمتنه المستحيي * ( أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ) * إذ الكافر عنده أحقر من بعوضة ، والدنيا من جناحها ، كما نطلق به الحديث .
* ( أنه الحق من ربهم ) * لمناسبة الممثل به الممثل له * ( وما يضل به إلا الفاسقين ) * الذين خرجوا من مقام القلب إلى مقام النفس ، ومن طاعة الرحمن إلى طاعة الشيطان . وهم الفريق الثاني من الأشقياء لا الفريق الأول ، فإنهم ضالون في نفس الأمر على أي حال كان لا به ولا بسبب آخر . وإضلالهم به مسبب عن فسقهم في الحقيقة ، إذ ترتيب الحكم على الوصف يشعر بالعلية وهي زيادة عنادهم وإنكارهم وحقدهم وغلبة صفات نفوسهم على قلوبهم بورود القرآن فيزيدهم بعداً وظلمة على ظلمة .
[ آية 27 ] * ( الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ) * هو الذي أشار إليه في قوله : * ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ) * [ الأعراف ، الآية : 172 ] . وقد ورد في الحديث : ( ( أن الله تعالى مسح ظهر آدم بيده وأخرج ذريته منه كهيئة الذر ) ) . . . الحديث . فيد الله هو العقل الأقداس ، والروح الأول الذي هو

43

نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست