responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 422


السنية وما أودع الله فيهم من النورية والسنا ، وما ألبسهم من العز والبهاء * ( لوليت عنهم ) * فاراً لعدم اعتقادك بالنفوس المجردة وأحوالها وعدم استعدادك لقبول كمالهم ، أو لوليت منهم للفرار عنهم وعن معاملاتهم لميلك إلى اللذات الحسية والأمور الطبيعية * ( ولملئت منهم رعبا ) * من أحوالهم ورياضاتهم ، أو لو اطلعت عليهم بعد الوصول إلى الكمال وعلى أسرارهم ومقاماتهم في الوحدة لأعرضت عنهم وفررت من أحوالهم وملئت منهم رعباً لما ألبسهم الله من عظمته وكبريائه . وأين الحدث من القدم ، وأنى يسع الوجود والعدم .
* ( وكذلك بعثناهم ) * أي : مثل ذلك البعث الحقيقي والإحياء المعنوي بعثناهم * ( ليتساءلوا بينهم ) * أي : ليتباحثوا بينهم عن المعاني المودعة في استعدادهم الحقائق المكنونة في ذواتهم فيكملوا بإبرازها وإخراجها إلى الفعل ، وهو أول الانتباه الذي تسميه المتصوفة اليقظة * ( قال قائل منهم كم لبثتم ) * مر تأويله ، والمحققون منهم هم الذين * ( قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة ) * هذا هو زمان استبصارهم واستفادتهم واستكمالهم . والورق هو ما معهم من العلوم الأولية التي لا تحتاج إلى كسب ، إذ بها تستفاد الحقائق الذهنية من العلوم الحقيقية والمعارف الإلهية . والمدينة محل الاجتماع ، إذ لا بد من الصحبة والتربية أو مدينة العلم من قوله صلى الله عليه وسلم : ' أنا مدينة العلم وعلي بابها ' . وإنما بعثوا أحدهم لأن كمال الكل غير موقوف على التعليم والتعلم بل الكمال الأشرف هو العلمي فيكفي تعلم البعض عن كل فرقة وتنبيه الباقين كما قال تعالى : * ( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم ) * [ التوبة ، الآية : 122 ] .
* ( فلينظر أيها أزكى طعاما ) * أي : أهلها أطيب وأفضل علماً وأنقى من الفضول واللغو والظواهر كعلم الخلاف والجدل والنحو وأمثالها التي لا تتقوى ولا تكمل بها النفس كقوله : * ( لا يسمن ولا يغني من جوع ( 7 ) ) * [ الغاشية ، الآية : 7 ] ، إذ العلم غذاء القلب كالطعام للبدن وهو الرزق الحقيقي الإلهي * ( وليتلطف ) * في اختيار الطعام ومن يشتري منه أي : ليختر المحقق الزكي النفس ، الرشيد السمت ، الفاضل السيرة ، النقي السريرة ، الكامل المكمل دون الفضولي الظاهري الخبيث النفس ، المتعالم ، المتصدر ، لإفادة ما ليس عنده ليستفيد بصحبته ويظهر كماله بمجالسته ويستبصر بعلمه فيفيدنا أو ليتلطف في أمره حتى لا يشعر بحالكم ودينكم ، جاهل من غير قصد له * ( ولا يشعرن بكم أحدا ) * من أهل الظاهر المحجوبين وسكان عالم الطبيعة المنكرين ، وإن أولنا أصحاب الكهف بالقوى الروحانية فالمبعوث هو الفكر ، والمدينة محل اجتماع القوى الروحانية والنفسانية والطبيعة والذي هو أزكى طعاماً العقل دون الوهم والخيال والحواس ، لأن كل مدرك له طعام والرزق هو العلم النظري على كلا التقديرين ، ولا

422

نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 422
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست