responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 35


[ آية 6 - 9 ] * ( إن الذين كفروا ) * - إلى قوله - * ( عظيم ) * هم الفريق الأول من الأشقياء الذين هم أهل القهر الإلهي لا ينجح فيهم الإنذار ولا سبيل إلى خلاصهم من النار ، أولئك حقت عليهم كلمة ربك أنهم لا يؤمنون ، وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار ، سدت عليهم الطرق ، وأغلقت عليهم الأبواب ، إذ القلب هو المشعر الإلهي الذي هو محل الإلهام ، فحجبوا عنه بختمه . والسمع والبصر هما المشعران الأنسيان ، أي الظاهران اللذان هما بابا الفهم والاعتبار ، فحرموا عن جداوهما لامتناع نفوذ المعنى فيهما إلى القلب ، فلا سبيل لهم في الباطن إلى العلم الذوقي الكشفي ولا في الظاهر إلى العلم التعلمي والكسبي ، فحسبوا في سجون الظلمات ، فما أعظم عذابهم .
* ( ومن الناس من يقول آمنا ) * هم الفريق الثاني من الأشقياء ، سلب عنهم الإيمان مع ادعائهم له بقولهم * ( آمنا بالله ) * لأن محل الإيمان هو القلب لا اللسان . * ( قالت الأعراب إمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمن في قلوبكم ) * [ الحجرات ، . الآية : 14 ] . ومعنى قولهم : * ( آمنا بالله وباليوم الآخر ) * ادعاء علمي التوحيد والمعاد اللذين هما أصل الدين وأساسه أي لسنا من المشركين المحجوبين عن الحق ولا من أهل الكتاب المحجوزين عن الدين والمعاد ، لأن اعتقاد أهل الكتاب في باب المعاد ليس مطابقاً للحق . واعلم أن الكفر هو الاحتجاب ، والحجاب إما عن الحق كما للمشركين وإما عن الدين كما لأهل الكتاب ، والمحجوب عن الحق محجوب عن الدين الذي هو طريق الوصول إليه ضرورة ، وأما المحجوب عن الدين فقد لا يحجب عن الحق ، فهؤلاء ادعوا رفع الحجابين معاً فكذبوا بسلب الإيمان عن ذواتهم ، أي ليسوا بمؤمنين ما داموا إياهم يخادعون . المخادعة استعمال الخدع من الجانبين ، وهو إظهار الخير واستبطان الشر . ومخادعة الله مخادعة رسوله صلى الله عليه وسلم لقوله : * ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) * [ النساء ، الآية : 180 ] ، وقوله تعالى : * ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) * [ الأنفال : الآية : 17 ] ولأنه حبيبه .
وقد ورد في الحديث : ( ( لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي به يسمع ، وبصره الذي به يبصر ، ولسانه الذي به يتكلم ،

35

نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست