responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 139


* ( لعلكم تهتدون ) * إلى جماله وتجلي ذاته .
* ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ) * أي : ليكن من جملتكم جماعة عالمون ، عاملون ، عارفون ، أولو استقامة في الدين كشيوخ الطريقة * ( يدعون إلى الخير ) * فإن من لم يعرف الله لم يعرف الخير ، إذ الخير المطلق هو الكمال المطلق الذي يمكن للإنسان بحسب النوع من معرفة الحق تعالى ، والوصول إليه ، والإضافي ما يتوصل به إلى المطلق أو الكمال المخصوص بكل أحد على حسب اقتضاء استعداده الخاص .
فالخير المدعو إليه ، إما الحق تعالى ، وإما طريق الوصول .
والمعروف كل أمر واجب أو مندوب في الدين ، يتقرب به إلى الله تعالى ، والمنكر كل محرم أو مكروه يبعد عن الله تعالى ويجعل فاعله عاصياً أو مقصراً مذموماً . فمن لم يكن له التوحيد والاستقامة ، لم يكن له مقام الدعوة ولا مقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لأن غير الموحد ربما يدعو إلى طاعة غير الله وغير المستقيم في الدين وإن كان موحداً ربما أمر بما هو معروف عنده ، منكر في نفس الأمر وربما نهى عما هو منكر عنده ، معروف في نفس الأمر ، كمن بلغ مقام الجمع واحتجب بالحق عن الخلق ، فكثيراً ما يستحل محرماً كبعض المسكرات والتصرف في أموال الناس ، ويحرم حلالاً بل مندوباً كتواضع الخلق ومكافأة الإحسان وأمثال ذلك * ( وأولئك هم ) * الأخصاء بالفلاح ، الذين لم يبق لهم حجاب وهم خلفاء الله في أرضه .
* ( ولا تكونوا ) * ناشئين بمقتضى طباعكم غير متابعين لإمام ولا متفقين على كلمة واحدة باتباع مقدم يجمعكم على طريقة واحدة * ( كالذين تفرقوا ) * واتبعوا الأهواء والبدع * ( واختلفوا من بعد ما جاءهم ) * الحجج العقلية والشرعية الموجبة لاتحاد الوجهة ، واتفاق الكلمة . فإن للناس طبائع وغرائز مختلفة وأهواء متفرقة ، وعادات وسيراً متفاوتة ، مستفادة من أمزجتهم وأهويتهم ، ويترتب على ذلك فهوم متباينة ، وأخلاق متعادية ، فإن لم يكن لهم مقتدى وإمام تتحد عقائدهم وسيرهم وآراؤهم بمتابعته ، وتتفق كلماتهم وعاداتهم وأهواؤهم بمحبته وطاعته كانوا مهملين متفرقين فرائس للشيطان كشريدة الغنم تكون للذئب ، ولهذا قال أمير المؤمنين علي عليه السلام : ' لا بد للناس من إمام بر أو فاجر ' . ولم يرسل نبي الله صلى الله عليه وسلم رجلين فصاعداً لشأن إلا وأمر أحدهما على الآخر وأمر الآخر بطاعته ومتابعته ليتحد الأمر وينتظم ، وإلا وقع الهرج والمرج ، واضطرب أمر الدين والدنيا ، واختل نظام المعاش والمعاد .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ' من فارق الجماعة قيد شبر لم ير بحبوحة الجنة ' . وقال

139

نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست