ثمّ قال الكاتب بعد كلامه السابق في الصحابة : " فما كان قول سيّدنا وإمامنا عليّ ( رضي الله عنه ) وموقفه منهم ؟ هل صحيح أنّه كان يبغضهم ويبغضونه ؟ وأنّهم آذوه وظلموه ؟ وأنّه كان يسبّهم ويبطن لهم غير ما كان يظهر لهم ؟ تعالوا بنا إلى بعض المواضع من كتاب نهج البلاغة لنرى ثمّ نجيب بعد ذلك . من خطبة له ( عليه السلام ) يعنف بها أصحابه ويمدح فيها أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( وقد رأيت أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فما أرى أحداً يشبههم " منكم " ، لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً وقد باتوا سجّداً وقياماً يراوحون بين جباههم وخدودهم ، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم ، كأنّ بين أعينهم رُكب المعزى من طول سجودهم ، إذا ذكر الله هملت أعينهم حتّى تبلّ جيوبهم ، ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفاً من العقاب ورجاء الثواب ) . نهج البلاغة ج 1 ص 189 - 190 . ومن خطبة له ( عليه السلام ) يخاطب أصحابه : ( . . . ولوددت أنّ الله فرّق بيني وبينكم وألحقني بمَن هو أحقّ بي منكم ، قوم والله ميامين الرأي ، مراجيح الحلم ، مقاويل بالحقّ ، متاريك للبغي ، مضوا قدماً على الطريقة ، وأوجفوا على المحجّة ، فظفروا بالعقبى الدائمة ، والكرامة الباردة ) . ج 1 ص 230 " ( 1 ) .