النعم " ( 1 ) . أقول : ومَن قرأ قوله تعالى : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُسُلُ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَبِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شيئا وَسَيَجْزِى اللَّهُ الشَّاكِرِينَ } ( 2 ) ، ثمّ قرأ قوله تعالى : { وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } ، تبيّن له تطابق الكتاب والسُنّة في هذا المورد تماماً ، وإنّهما يصدّقان بعضهما البعض ; فانظر هل ترى من فطور ؟ ! قال تعالى : { مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَوُت فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُور * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ } ( 3 ) صدق الله العليّ العظيم . وكذا أخرج مسلم في صحيحه عن قيس ، عن عمّار ، أنّ حذيفة بن اليمان أخبره ، أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : " في أصحابي اثنا عشر منافقاً ، فيهم ثمانية لا يدخلون الجنّة حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط ، ثمانية منهم تكفيكهم الدُّبيلة " ( 4 ) ، وأربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيهم ( 5 ) .
1 - صحيح البخاري 7 / 208 . . قال في لسان العرب 11 / 710 : وفي حديث الحوض : " فلا يخلص منهم إلاّ مثل همل النعم " ، الهمل : ضوالّ الإبل ، واحدها : هامل ; أي : إنّ الناجي منهم قليل في قلّة النعم الضالّة . 2 - سورة آل عمران : الآية 144 . 3 - سورة الملك : الآية 3 و 4 . 4 - الدُّبيلة : خُرّاج ودُمّل كبير ، تظهر في الجوف فتقتل صاحبها غالباً ، وورد تفسيرها في بعض أحاديث الباب بأنّها : شهاب من نار يقع على نياط قلب أحدهم فيهلك . 5 - صحيح مسلم 8 / 122 ح 9 ، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم .