أحسن الدفاع فيها : ابن أبي الحديد في القديم ، كما أحسن الدفاع عنها في زماننا هذا : الشيخ محمّد محيي الدين عبد الحميد " ( 1 ) . أمّا الشيخ محمّد عبده فقد قال في بداية تعليقته مؤكّداً بأنّ : " ذلك الكتاب الجليل هو جملة ما اختاره الشريف الرضي ( رحمه الله ) من كلام سيّدنا ومولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه . . جمع متفرّقه وسمّاه بهذا الاسم : ( نهج البلاغة ) . ولا أعلم اسماً أليَق بالدلالة على معناه منه ، وليس في وسعي أن أصف هذا الكتاب بأزيد ممّا دلّ عليه اسمه . . . " ( 2 ) . وقد حقّق ودقّق الدكتور صبري إبراهيم ، من جامعة عين شمس ( جامعة قطر ) صحّة ونسبة هذا الكتاب لجامعه الشريف الرضي ، كما حقّق ودقّق سند الخُطب والأقوال للإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ( 3 ) . وأقول : كثيرة هي المصادر التراثية المعتمدة الّتي روَت كلام الإمام عليّ ( عليه السلام ) وخطبه ، وقد سبق تأليفها على عهد الشريف الرضي جامع نهج البلاغة ( 4 ) . وكان السيّد عبد الزهراء الخطيب الحسيني قد أحصى " 109 " مصادر مؤلَّفة قبل سنة 400 ه - وهي سنة جمع الشريف لل " نهج " - قد استشهدت
1 - تلخيص البيان : 96 . 2 - نهج البلاغة - تعليق الشيخ محمّد عبده - 1 / 4 المقدّمة . 3 - انظر : نهج البلاغة ، بتحقيق د . صبري إبراهيم السيّد . 4 - وقد روى الشريف الرضي عن بعضها مصرّحاً باسمه ، ك - : البيان والتبيين للجاحظ ، و المغازي لسعيد بن يحيى ، و المقتضب للمبّرد ، و تاريخ الطبري .