علينا طاعة المعصوم والمعصوم معدوم حسب الفرض ; لتحقّق إجماع المسلمين كافّة أنّ غيرهم ليس بمعصوم ، والتكليف بالمحال محال على الله تعالى ( 1 ) . واستناداً إلى التفسير السابق للفخر الرازي بأنّ مَن وجبت طاعته مطلقاً وجبت عصمته ، سنثبت عصمة أهل البيت ( عليهم السلام ) بآية أُخرى من القرآن الكريم ، وهي : آية المودّة ، وهي قوله تعالى : { قُل لاَّ أَسألُكُم عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } ( 2 ) . . وإليك البرهان بتطبيق الشكل الأوّل من الأشكال الأربعة المعروفة في علم المنطق ، فنقول : من وجبت مودّته مطلقاً . . . وجبت طاعته مطلقاً وكلّ من وجبت طاعته مطلقاً . . . وجبت عصمته فالنتيجة : من وجبت مودّته مطلقاً . . . وجبت عصمته أمّا دليل الصغرى : فقوله تعالى : { قُلْ إِنْ كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي . . . } ( 3 ) ، الّذي شرَط الحبّ بلزوم الاتّباع ، الّذي يعني : الطاعة . وهذا القياس منتج ; لأنّ شروط الشكل الأوّل متوفّرة فيه ، وهي : إيجاب الصغرى ، وكلّيّة الكبرى . وعلى هذا ، نكون قد أثبتنا عصمة أهل البيت ( عليهم السلام ) الّذين أوجب الله مودّتهم في كتابه من خلال آيات القرآن الكريم نفسها ، بقياس منطقي
1 - راجع كلامه في التفسير الكبير 10 / 144 . 2 - سورة الشورى : الآية 23 . 3 - سورة آل عمران : الآية 31 .