وعن العلاّمة النبهاني في كتاب الشرف المؤبّد عند تناوله لهذه الآية في أوّل الكتاب ، وكذلك العلاّمة المقريزي في فضل آل البيت ، في ما نقلاه عن ابن عطيّة الأندلسي - المتوفّى سنة 456 ه - قوله في المحرّر الوجيز : والرجس اسم يقع على الإثم والعذاب ، وعلى النجاسات والنقائص ، فأذهب الله جميع ذلك عن أهل البيت ( 1 ) . انتهى . وعن النووي في شرحه لصحيح مسلم : قوله تعالى : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ } ، قيل : هو الشكّ ، وقيل : العذاب ، وقيل : الإثم ; قال الأزهري : الرجس اسم لكلّ مستقذر من عمل ( 2 ) . انتهى . وفسّر الشيخ محي الدين بن عربي لفظ الرجس ب - : كلّ ما يشين ; وإليك عبارته ، قال : وقد ذكر النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) قد طهّره الله وأهل بيته تطهيراً وأذهب عنهم الرجس ، وهو : كلّ ما يشينهم ; فإنّ الرجس هو القذر عند العرب - هكذا حكى الفرّاء - ( 3 ) . انتهى . فالمقصود من العصمة - محلّ البحث - كما هو الوارد في كتب عقائد الإمامية : قوّة العقل من حيث لا يُغلب ، مع كونه قادراً على المعاصي كلّها ، كجائز الخطأ . وليس معنى العصمة أنّ الله يجبره على ترك المعصية ، بل يفعل به ألطافاً يترك معها المعصية باختياره مع قدرته عليها ، ك - : قوّة العقل ، وكمال الفطنة والذكاء ، الّتي يبلغ بها إلى نهاية صفاء النفس ، وكمال الاعتناء بطاعة الله عزّ وجلّ .
1 - فضل آل البيت : 33 . 2 - صحيح مسلم بشرح النووي 15 / 194 . 3 - في الباب 29 من فتوحاته .