قال النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - وقد أخذ بيد عليّ ( عليه السلام ) - : " إنّ هذا أوّل مَن آمن بي ، وهذا أوّل مَن يصافحني يوم القيامة ، وهذا الصدّيق الأكبر ، وهذا فاروق هذه الأُمّة ، يفرّق بين الحقّ والباطل ، وهذا يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظالمين " ( 1 ) . وأيضاً قال النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في وجوب إطاعته وعدم مخالفته : " مَن أطاعني فقد أطاع الله ، ومَن عصاني فقد عصى الله ، ومَن أطاع عليّاً فقد أطاعني ، ومَن عصى عليّاً فقد عصاني " ( 2 ) . وفي لزوم متابعته وعدم مفارقته ، قال النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " يا عليّ ! مَن فارقني فقد فارق الله ، ومَن فارقك فقد فارقني " . وفي أنّ بيانه ( عليه السلام ) هو فصل الاختلاف من بعده ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الأُمّة ، قال النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " يا عليّ ! أنت تبيّن لأُمّتي ما اختلفوا فيه من بعدي " ( 3 ) . وفي هذا المعنى أيضاً ، عندما نزل قوله تعالى : { إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْم هَاد } ( 4 ) وضع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يده على صدره فقال : " أنا المنذر " ، وأومأ بيده إلى عليّ فقال : " أنت الهادي يا عليّ ! بك يهتدي المهتدون من بعدي " ( 5 ) .
1 - انظر : مصادر الحديث في ص 168 . 2 - سبق ذكر مصادر هذا الحديث والذي بعده في ص 169 . 3 - المستدرك على الصحيحين 3 / 132 ; قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرّجاه . 4 - سورة الرعد : الآية 7 . 5 - تفسير الطبري 13 / 142 ، فتح الباري 8 / 284 ; قال : أخرجه الطبري بإسناد حسن من طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، كنز العمّال 11 / 620 ; عن الديلمي ، عن ابن عبّاس ، تفسير ابن كثير 2 / 520 ، فتح القدير 3 / 70 ، الدرّ المنثور 4 / 45 ; يخرّجه عن : الطبري وابن مردويه بعدّة طرق ، وأبي نعيم في المعرفة ، والديلمي وابن عساكر بطريقين ، وابن النجّار ، والضياء في المختارة ، وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند ، وابن أبي حاتم ، والطبراني في الأوسط ، والحاكم في المستدرك وصحّحه ، شواهد التنزيل 1 / 383 .