لقد هيّأ لي الردّ على كتيّب ( قراءة في نهج البلاغة ) مناسبة عزيزة على نفسي كنت أطلبها منذ زمن ، ألا وهي الكتابة عن هذا الأثر العظيم والسفر الخالد ، واستزادة التأمّل في نصوصه وبياناته الّتي لم تزِدني كثرة المطالعة فيها إلاّ الشوق بالعودة إليها مرّات ومرّات ; لِما لهذه النصوص من أهمّية كبيرة في بيان الكثير من جوانب المعرفة في الدين ، والتاريخ ، والسياسة ، والفلسفة ، والنفس ، والاجتماع . . . إلى غير ذلك من العلوم الّتي كان الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) باب مدينة علم المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يفيض بها على المسلمين في أيّامه . وعلى الرغم من أنّنا لم نقلّب أو نتصفّح هنا إلاّ الشيء اليسير من هذه النصوص ، وذلك حسب البحوث الواردة في الكتيّب المردود عليه ، ولكن نأمل أن يتهيّأ لنا في المستقبل - بفضل الله ومنّه - ما يحقق كمال الرغبة من البحث في نهج البلاغة على نطاق أوسع . وقد ارتأيت في هذه المناسبة أن أُقدّم لقارئي العزيز مقدّمة بسيطة للتعريف ب - : نهج البلاغة وبيان ما له من المنزلة والشأن عند علماء المسلمين وأُدبائهم ، وكذلك ردّ بعض الشُبه الّتي أُثيرت بشأن الكتاب المذكور . .