عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم " ( 1 ) . فالعلوم الّتي أشار إليها الدليمي عند أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) إنّما ورثوها عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ; بدلالة الأحاديث السابقة . . وقد كان من علوم الأنبياء السابقين الّتي أشار إليها القرآن الكريم وورثها النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، معرفتهم بلغة الطير والجنّ والنمل ، كما هو المعلوم عن داود وسليمان ( عليهما السلام ) ( 2 ) . وإنّهم كانوا يُخبرون الناس بما يدّخرون في بيوتهم ، كما هو المعلوم عن عيسى ( عليه السلام ) ( 3 ) . وغير ذلك من العلوم ; فهي تعلّم من ذي علم ، كما مرّ في كلام الإمام ( عليه السلام ) للكلبي ، الّذي نقله الدليمي سابقاً . وأمّا مَن قال بغير ذلك ، أي : إنّ علوم الأئمّة من دون تعلّم على ذي علم ، فهو جاهل لا يعي ما يقول ، ولا يستند في قوله إلى دليل . وسنذكر هنا على سبيل الإيجاز لا التفصيل بعض ممّا جاء في نهج البلاغة فقط ، ممّا يمكن أن نستدلّ به على علم الإمام ( عليه السلام ) بالمغيبات إضافة لِما ذكر سابقاً ( 4 ) . .
1 - الصواعق المحرقة : 89 و 136 ، مجمع الزوائد 9 / 164 ، المعجم الكبير 3 / 66 ، 5 / 167 ، كنز العمّال 1 / 186 و 188 ، فضل آل البيت : 132 ، سبل الهدى والرشاد 1 / 223 ، قال الصالحي الشامي : رواه البيهقي في المدخل ، وحسّن العراقي إسناده . 2 - المصرّح به في الآيات 15 - 19 من سورة النحل . 3 - المصرّح به في الآية 49 من سورة آل عمران . 4 - يجب ملاحظة أنّ ما نفاه الإمام ( عليه السلام ) عن نفسه من علم الغيب ، في حديث الكلبي ، إنّما هو العلم الذاتي لا العلم الحصولي الّذي يكون تعلّم من ذي علم ، كما عبّر الإمام ( عليه السلام ) عن ذلك .