مسعود أنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : " إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه " ( 1 ) . ثمّ بعد ذلك انظر إلى خطبة الإمام الحسن ( عليه السلام ) أمام معاوية في الكوفة ، حين طلب منه الأخير أن يقوم خطيباً ، فقام الإمام ( عليه السلام ) وقال : " أمّا الخليفة مَن سار بكتاب الله وسُنّة نبيّه ، وليس الخليفة مَن سار بالجَور ، ذلك رجل ملك ملكاً تمتّع به قليلا ثمّ تنخّمه ، تنقطع لذّته وتبقى تبعته ، { وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِين } ( 2 ) " ( 3 ) . قال ابن أبي الحديد : وانصرف الحسن إلى المدينة فأقام بها ، وأراد معاوية البيعة لابنه يزيد فلم يكن عليه شيء أثقل من أمر الحسن بن عليّ ، وسعد بن أبي وقّاص ، فدّس إليهما سُمّاً فماتا منه ( 4 ) . وممّا مرّ ، تجد أنّ الإمام الحسن ( عليه السلام ) قد عرّف الخليفة في خطبته بأنّه : " مَن سار بكتاب الله وسُنّة نبيّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " ، لا مَن سار بالجَور ، فذلك لا يعدُّ خليفة بل مَلِكاً وطالب إمارة ، كما هو حال معاوية تماماً ، الّذي اعترف بذلك عن نفسه في ما ذكرناه من كلامه سابقاً ، ويعترف بذلك أهل
1 - وقعة صِفّين : 216 ، تاريخ الطبري 8 / 186 ، سير أعلام النبلاء 3 / 149 ، شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 15 / 176 ، تاريخ مدينة دمشق 59 / 155 و 156 ، النصائح الكافية : 58 ، الأنساب 3 / 95 ، تهذيب التهذيب 2 / 369 . وهذا الحديث صحيح السند ; راجع بيان صحّته من كتب أهل السُنّة في موسوعة الغدير 8 / 142 - 148 . 2 - سورة الأنبياء : الآية 111 . 3 - مقاتل الطالبيين : 47 ، شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 16 / 49 . وفي رواية محبّ الدين الطبري في ذخائر العقبى : 140 قال الحسن ( عليه السلام ) : " يا معاوية ! إنّ الخليفة مَن سار بسيرة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعمل بطاعته ، وليس الخليفة مَن دان بالجَور ، وعطّل السُنن واتّخذ الدنيا أُمّاً وأباً " . 4 - شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 16 / 49 ; وانظر : كيفية قتل معاوية للحسن السبط ( عليه السلام ) بالسُمّ في موسوعة الغدير 11 / 8 - 12 .