وقال تعالى : { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَبَ بِالحَقِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَبِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَتَتَّبِعْ أهْوَائهُمْ عَمَّا جَائكَ مِنَ الْحَقِ } ( 1 ) . وقال تعالى : { وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَتَتَّبِعْ أهْوَائهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ } ( 2 ) . وقال تعالى : { أَفَحُكْمَ الْجَهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْم يُوقِنُونَ } ( 3 ) . وقال تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَنْ يَكْفُرُواْ بِهِى وَيُرِيدُ الشَّيْطاَنُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَلاً بَعِيدًا } ( 4 ) . إلى غير ذلك من الآيات الواردة حول شؤون الحكم وإدارة البلاد ( 5 ) . ودعوى الفصل بين الدين والسياسة ، والّتي تُدعى في المصطلح الحديث ب - : " العلمانية " ، هي في الواقع دعوىً غربية ، ظهرت في أوروبا بعد الثورة الفرنسية ، ثمّ انتقلت إلى العرب في ما انتقل إليهم من أفكار ودعاوى غربية بعيدة عن روح الشريعة الإسلامية .
1 - سورة المائدة : الآية 48 . 2 - سورة المائدة : الآية 49 . 3 - سورة المائدة : الآية 50 . 4 - سورة النساء : الآية 60 . 5 - راجع : كتاب علم أُصول الفقه - للشيخ عبد الوهاب خلاف - ص 70 وما بعدها ، تجد أنّه ذكر نحواً من ( 10 ) آيات في الأحكام المتعلّقة بنظام الحكم وواجبات كلّ من الحاكم والمحكوم ، ونحو ( 25 ) آية في علاقة الدولة مع الدول الأُخرى ومع رعاياها ، ونحو ( 10 ) آيات تتعلّق بموارد الدولة ونفقاتها .